أسدل الستار على فعاليات الأيام الوطنية لمسرح الحر التي احتضنتها وهران على مدار أربعة أيام بتكريم رجل المسرح الراحل سيراط بومدين. وقد أقيم هذا المجمع المسرحي بدعم من وزارة الثقافة وساهم في تنظيمه الديوان البلدي للثقافة والفنون لوهران وقسم الفنون الدرامية وبإشرف المسرح الجهوي لمعسكر. سيراط بومدين فنان من الوزن الثقيل، فقد ساهم هذا الفنان (1947-1995) كثيرا في إثراء الفن الرابع بالجزائر منذ انخراطه في مسرح الهواة ليلتحق بعدها بالمسرح المحترف في 1969 حيث شارك في بداية مشواره المسرحي رفقة الفنان حجوطي بوعلام في مسرحيات “اللثام” و”البلعوط” و”اللي كلا يخلص”. وقام سيراط بومدين بأدوار في مسرحيات خالدة للراحل عبد القادر علولة على غرار “العلق” و”الخبزة” و”الأجواد” و”حمام ربي” بعد تألقه في العرض المسرحي “القراب والصالحين” للمرحوم ولد عبد الرحمان كاكي الذي اكتشف هذا الفنان الذي كانت انطلاقته الأولى على خشبة المؤسسات الشبانية. واشتهر هذا الفنان المتميز بتقنياته في التعبير من خلال حركاته الجسمانية وببراعته في تقمص الأدوار أمام الكاميرا من خلال مشاركته في المسلسلات التلفزيونية “عايش بالهف و”شعيب الخديم” والأفلام السينمائية منها “الرماد” و”حسن نية” و”الصورة”. كما ساهم في النهوض بالمسرح المستقل من خلال مشاركته في أعمال فنية من إنتاج تعاونية “أول ماي” لعبد القادر علولة وفرقة “القلعة”. وقد جرت مراسيم التكريم بحضور عائلة المرحوم سيراط بومدين وجمع من رجال المسرح والمثقفين. وشهد حفل اختتام هذه التظاهرة عرض مسرحية بعنوان “إيزابيل والتيجاني” لفرقة تعاونية “العفسة” لتلمسان ومن تأليف وإخراج زبلاح بومدين. ويتناول هذا العمل قصة حب تراجيدية بين إيزابيل الفرنسية والأمير التيجاني حيث يطرح مسألة الحوار بين حضارتين بكل ما تحملانه من عقد وتناقض وفضول وفضائل ومن سحر وتناحر حسب ملخص المسرحية. وقد سمحت هذه الأيام الوطنية للفرق المستقلة التي قدمت ثماني مسرحيات على ركح المعهد البلدي للموسيقى “أحمد وهبي” وبالإقامات الجامعية بإبراز قدراتها الإبداعية والتقنية وإمكانياتها للنهوض بالمسرح الحر والتفكير في توسيع دائرة توزيع إنتاج التعاونيات المسرحية. وكانت هذه التظاهرة المنظمة من قبل تعاونية مسرح “النقطة” فرصة لطلبة السنة الرابعة للقسم الفنون الدرامية لجامعة وهران لمناقشة جملة من المواضيع لها صلة بواقع المسرح بالجزائر من تنشيط مسرحيين وأساتذة مختصون في الفن الرابع من سيدي بلعباس والعاصمة ومستغانم. كما مكنت الورشات التكوينية حول فنون الإخراج والتمثيل والموندراما والصوت الطلبة من اكتساب معارف جديدة في مكونات المسرح من الناحية التطبيقية لتدعيم الجانب النظري وتعلم طرق تطبيق المناهج المسرحية فوق الخشبة منها قواعد اللعب ل”كوميديا دي لارتي” حسب الطالب تحمامين عبد الباسط.