تواصل الأوركسترا السيمفونية الوطنية إحياء سهرات الجزائر الفنية، حيث يكون جمهور العاصمة، على موعد مع الموسيقى السيمفونية العالمية، وذلك تحت رعاية وزيرة الثقافة خليدة تومي، بالتعاون مع المسرح الوطني الجزائري ودار الثقافة مالك حداد بقسنطينة. تقدم الأوركسترا السيمفونية الوطنية، سهرة اليوم بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، حفلا بقيادة المايسترو السوري «ميساك باغبودريان»، قائد الفرقة السيمفونية الوطنية السورية منذ ما يقارب سبع سنوات، ويحمل إجازة في قيادة الأوركسترا من إيطاليا، أدى دراسته الموسيقية في معهد «صلحي الوادي للموسيقى» بسوريا، حيث تعلم النوتة والعزف على آلة البيانو. شارك «ميساك باغبودريان» في عدة ورشات إلى جانب أساتذة عالمين، وعمل كعازف بيانو في تحضير أول أوبرا قدمت في سوريا «دايدو إينياس»، حيث تم إيفاده بعدها إلى إيطاليا لمتابعة الدراسات العليا في قيادة الأوركسترا، أين درس التأليف وقيادة الأوركسترا بمعهد «فلورنس الحكومي»، أهله ليكون قائدا أساسيا لأوركسترا «أماديوس» في مدينة فلورانس، ليعين بعدها قائدا أساسيا لأوركسترا أماديوس السيمفونية، وخلالها قدم حفلات عديدة في توسكانا، وبعد عودته من إيطاليا التي استمرت ست سنوات، استلم قيادة الفرقة السيمفونية السورية. من جهة أخرى، يشارك المايسترو «ميساك باغبودريان» السوبرانو «تالار دكرمنجيان»، خريجة المعهد العالي للموسيقى في سوريا، بعد إكمال دراستها تقدمت «تالار» إلى واحدة من المسابقات العالمية الصعبة والمهمة، وهي مسابقة «الملكة إليزابيث للموسيقى» في مجال الأوبرا، واستطاعت أن تحجز لها مقعدا من بين 12 فائزا من العالم، لدراسة الأوبرا بشكل عملي لمدة 03 سنوات في مدرسة «لامونيه» الخاصة للموسيقى، والتابعة لدار الأوبرا في بروكسيلببلجيكا، وفيها عرفت» تالار» عملي وأعمق فن الأوبرا، حيث كانوا يقيمون العديد من الأوبرات الكاملة وأتيحت لها فرصة التعرف والتعامل مع عظماء مغني الأوبرا في العالم. ويرافق المايسترو «ميساك باغبودريان» والسوبرانو «تالار دكرمنجيان»، في حفلهما «التينور» فابيو أندريوتي» من إيطاليا، حيث يستمتع جمهور بشطارزي بروائع الموسيقى العالمية، ممزوجة بالتراث الموسيقي الجزائري تحت إشراف رشيد صاولي. إضافة إلى ذلك، لن تقتصر حفلة الأوركسترا السيمفونية الوطنية على العاصمة، حيث تشد رحالها السبت المقبل إلى قسنطينة، ليكون جمهور الجسور المعلقة على موعد مع الموسيقى السيمفونية بالمسرح الجهوي. ويأتي هذا الحفل في إطار التواصل الثقافي الفني، الذي تسعى الأوركسترا السيمفونية الجزائرية تجسيده، بين الدول العربية والأوروبية، من خلال تنظيم حفلات مشتركة، تُعهد فيها قيادة الأوركسترا إلى موسيقيين عالميين. حيث تعاملت الأوركسترا السيمفونية الوطنية مع العديد من الموسيقيين الجزائريين والأجانب، وقادة الأوركسترا المعروفين عالميا أمثال زهية زيواني، ناجي ناير، اليز قوتيي فيلار، هيكوتارو يازاكي، ڤويدو ماريا قويدا.. كما قاد الأوركسترا الوطنية كبار الموسيقيين من بينهم المايسترو المصري «ميارماغي»، والمايسترو الاسباني «إغناسيو غارسيا فيدال»، والإيطالي «فرانشيسكو دي ماور»، وفضلا عن المايسترو الصيني المتألق /يوفينغ/. وقدمت الأوركسترا الجزائرية بدورها حفلات خارج الوطن، بهدف التعريف بالتراث الموسيقي الجزائري، حيث قدمت حفلا بواحدة من القاعات المشهورة في هذا الميدان /الفيلارمونيا/، المتواجدة بمدينة «كييب» الأوكرانية، كما حطت رحالها بإسبانيا، بلجيكا ودول أخرى.