تشهد المدرسة العليا للسياحة بالجزائر الاثنين القادم حدثا يتكرر مرة واحدة كل سنة، يتمثل في الاعلان رسميا عن بداية السنة الاكاديمية للسياحة التي انطلقت فعليا مع انطلاق الموسم الجامعي (2008 / 2009) . وبهذه المناسبة تنظم وزارة البيئة وتهيئة الاقليم والسياحة صباح يوم 15 ديسمبر بالمديرية المذكورة حفلا دعا اليه وزير القطاع الشريف رحماني أعضاء في الحكومة وإطارات سامية في الدول، الى جانب مدراء السياحة على مستوى الولايات. ويتيح المدرسة العليا للسياحة وهي الوحيدة على الصعيد الوطني للطلبة فرصة الدراسة والتدرج في التكوين في قطاع السياحة والفندقة، قبل الحصول بالنسبة للناجحين على شهادات التخرج التي يأملون أن تكون بمثابة مفاتيح لأبواب العمل في مجال تخصصهم الذين تكونوا في نظريا بالخصوص، لكن أملهم الأكبر في أن تكون السياحة في بلادنا مستقبلا ذات طموح في مستوى الألفية الثالثة تستجيب لمقتضيات عالم وفي صدد التحول في ظل عولمة متسارعة الخطى. وإذا كان البرنامج الاكاديمي للمدرسة العليا للسياحة التي تقع تحت وصاية وزارة القطاع يصب في التكوين السياحي بما يضمن الرفع من جودة الخدمات السياحية، فإن واقع القطاع ببلادنا لا يدفع الى التفاؤل السياحية، مادمنا بعيدين عن ثقافة سياحية، حتى لا نقول غياب سياسة سياحية، رغم توفر ادواتها من هياكل للتأطير ومجالات جذابة من مواقع طبيعية منافسة. ولأول مرة منذ سنوات عديدة تتغافل وزارة البيئة وتهيئة الاقليم والسياحة عن الاحتفال باليوم العالمي للسياحة المصادف ليوم 27 سبتمبر من كل عام، وهذا بخلاف بلدان المعمورة خصوصا تلك التي تتخذ من القطاع السياحي أحد ركائزها، وهي دون بلادنا بمستويات من حيث المقومات السياحية وتنوعها وقراءها وحجم المكترات الطبيعية التي صبها الله بها. ولا ينفع الكلام عن جعل السياحة صناعة في بلادنا توفر موارد مالية هامة بالعملة الصعبة على غرار بعض البلدان المجاورة والشقيقة على الأقل يمكن المراهنة عليها مستقبلا وتكون بديلا للبترول، في غياب سياسة واضحة في القطاع السياحي ذات اهداف محددة على المديين المتوسط والبعيد، لا تكون رهينة (نزوات) أو عوامل ظرفية. فلابد من نظرة استشرافية لهذا القطاع الحيوي الاستراتيجي وارادة سياسية تعطيه حقه من الاهتمام وتخرجه من حالة الركود التي هو عليها، وصولا الى الهدف المنشود، وهو تحقيق اندماج السياحة في النسيج البشري والعمراني والثقافي والاقتصادي في إطار مقاربة ترتكز على التفاعل والتكامل بين السياجة وبقية القطاعات الأخرى. ------------------------------------------------------------------------