دعا البروفيسور أحسن شيبان رئيس الجمعية الجزائرية لارتفاع الضغط الدموي في حواره مع «الشعب»، الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بارتفاع الضغط الشرياني إلى ضرورة المداومة على قياس الضغط في الدم لأنه أحسن وسيلة لاكتشاف المرض من عدمه، باعتباره القاتل الصامت الذي لا تظهر أعراضه إلا في مرحلة متأخرة، مشيرا إلى أنه سببا رئيسيا في إصابة 60 ألف جزائري بالجلطة الدماغية. ❊ الشعب: ما هو ارتفاع الضغط الشرياني، وفيما تكمن خطورته؟ ❊❊ البروفيسور شيبان: ارتفاع الضغط الشرياني هو ارتفاع الضغط داخل الأوعية الدموية أكثر من الحد الطبيعي، وقد يكون قاتلا فتاكا، وخطورته تتمثل في كونه صامتا أي بدون أعراض مصاحبة له، حيث أن أغلبية المرضى بهذا الداء يكتشفون إصابتهم في مرحلة متقدمة. ويعدّ هذا الداء مشكلا كبيرا يهدد الصحة العمومية، وهو من الأمراض التي تعرف انتشارا رهيبا في الجزائر لا سيما في السنوات الأخيرة، حيث يمس 35.3 بالمائة على المستوى الوطني أي ثلث الجزائريين نصفهم لم يكتشفوا إصابتهم إلا في مرحلة متأخرة، وهو ما أثبتته الجمعية الجزائرية لارتفاع الضغط الشرياني التي أترأّسها من خلال الدراسة التي قامت بها مؤخرا. ❊ ما هي أهم وسيلة لمعرفة إصابة الشخص بارتفاع الضغط الدموي من عدمها؟ ❊❊ قياس الضغط الدموي بصفة دورية هو الحل الوحيد لمعرفة الإصابة بالداء من عدمها، وهو ضروري لا سيما بالنسبة للأشخاص الأكثر عرضة للمرض، كما يشترط أن يقاس الضغط بطريقة صحيحة من خلال الأجهزة التي تستعمل لذلك، فإذا تجاوز الضغط الانقباضي 14 فما فوق والضغط الانبساطي 9 فإن ذلك يؤكد الإصابة بارتفاع الضغط الشرياني، أما الذين يجدون ضغطهم يتراوح ما بين 13 و 14 فهم معرضون للإصابة به في المستقبل، لذلك ينصح بمداومة القياس من أجل ضبط وتشخيص المرض في وقت مبكر قبل ظهور المضاعفات الخطيرة. ❊ لماذا ينتشر المرض بكثرة في الجزائر؟ ❊❊ إنّ أهم أسباب تفاقم الداء في الجزائر لا سيما في السنوات الاخيرة راجعة إلى تغير نمط المعيشة من خلال نوعية الأكل المتناول والإكثار من الملح، بالإضافة الى طريقة السير والنوم وبعض العادات السيئة على غرار التدخين والافراط في تناول المواد الدسمة وقلة الحركة وعدم القيام بالتمارين الرياضية التي تؤدي الى الإصابة بالسمنة، ومن بين العوامل التي تساعد على حدوثه أيضا القابلية الوراثية. ❊ فيما تكمن مضاعفاته الخطيرة؟ ❊❊ تعدّ الجلطة الدماغية من بين أهم مضاعفات ارتفاع الضغط الدموي، حيث أن حوالي 60 ألف جزائري أصيب بها لهذا السبب، كما يستهدف الداء الأعضاء الحيوية بالجسم لتدميرها والقضاء عليها على غرار القلب، حيث يؤدي وجود الضغط المرتفع لمدة طويلة إلى زيادة سماكة جدار القلب وتضخمه، وقد يتطور إلى اتساع البطين وهبوط وظيفة البطين الأيسر بعد فترة من الزمن، وإضعاف وظيفة القلب كمضخة بالاضافة إلى الكليتان من خلال إحداثه اضطرابات في وظيفتهما وتدهورهما، وكلما زاد ارتفاعه قد ينتهي بحدوث قصور كلوي مزمن يحتاج لغسيل كلوي اصطناعي، كما يمس العيون ويؤذي الدماغ، كما لا يمكن إهمال التشخيص المبكر لارتفاع ضغط الدم وأخذ العلاج لمن يحتاجه لأنه يقلل من احتمال الإصابة بالمضاعفات بنسبة عالية. ❊ كيف نتجنّب ارتفاع الضغط؟ ❊❊ يمكن ذلك بتخفيف الوزن إذا كان زائداً وتقليل نسبة الملح في الطعام وممارسة الرياضة المناسبة والمنتظمة، وكذا الابتعاد عن التدخين وتناول الكحول،وعند استمرار وجود ارتفاع في الضغط في هذه الحالة يجب تناول الدواء المناسب تحت إشراف الطبيب. ومن المهم ضبط عوامل الخطورة الأخرى التي تتداخل مع هذا المرض على غرار التدخين وارتفاع الكولسترول في الدم والسكر، فهي تزيد من تخريب ضغط الدم للأوعية الدموية.