تحاول الجزائر استرجاع دورها الطبيعي في القارة الافريقية من خلال الاخذ بزمام المبادرة افريقيا لايحاد السبل والميكانيزمات الكفيلة بانهاء النزاعات التي تعيشها القارة وكذا ارساء آليات اخرى للوقاية من النزاعات والحروب للوصول الى قاعدة صلبة للأمن والسلم في القارة السمراء. ويحمل الملتقى رفيع المستوى حول السلم والأمن في افريقيا المنعقد بالجزائر على مدار 3 ايام والذي جاء بعد يومين من قمة باريس حول نفس الموضوع، ليؤكد على الصبغة الافريقية الخالصة التي يجب ان يحظى بها الموضوع الحساس في القارة، لانه من غير الممكن الاعتماد على الآخر في تسوية النزاعات الافريقية. رئيس الدبلوماسية الجزائرية رمطان لعمامرة عند افتتاحه امس لفعاليات الملتقى بمقر وزارة الخارجية، ذكر بأن القارة الافريقية تحتل الصدارة في انشغالات مجلس الامن الاممي، مؤكدا ان ثلثي البعثات الاممية متواجدة في القارة وان 60 ألف جندي من قوات القبعات الزرق التابعة للامم المتحدة تتواجد في هذه القارة. وبهذا اضاف لعمامرة انه من غير اللائق ان يبقى تمثيل هذه القارة هامشيا في مجلس الامن. ودعا لعمامرة الحكومات والدول الافريقية الى العمل المشترك والمتضامن من اجل ايجاد دور اكثر فعالية في هذا المجلس يوازي وزن هذه القارة. وزير الخارجية الجزائري والمحافظ السابق لمجلس السلم والأمن في الاتحاد الافريقي وبحكم الخبرة المكتسبة والاطلاع على النزاعات التي تنخر جسد القارة الافريقية، دعا بالمناسبة الى الاسراع في انهاء الصراعات للتفرغ للتنمية في الوقت الذي نحتفل بالذكرى الخمسين لتأسيس الاتحاد الافريقي، اضاف لعمامرة انه بعد كل هذه المدة تؤكد القارة على هويتها الافريقية والعمل على نهضة افريقية، مانديلا هذا العملاق الافريقي، كان حاضرا خلال افتتاح الملتقى حيث اشاد لعمامرة بخصال الرجل ومناقبه قائلا «ان الجزائر فقدت برحيله احد ابنائها مذكرا بالعلاقة الوطيدة التي كانت تربطه بالجزائر اين تعلم ابجديات النضال من اجل الحرية بالاضافة الى التكوين العسكري في صفوف جيش التحرير الوطني. كما ذكر لعمامرة بالدور الذي لعبته الجزائر في تقويض نظام الميز العنصري «الآبارتايد» هذا في الجمعية العامة الاممية سنة 1974 ترأسها وزير الخارجية انذاك عبد العزيز بوتفليقة. من جهتها اعتبرت وزيرة خارجية رواندا التي تحصلت بلادها على العضوية الدائمة في مجلس الامن السنة الماضية، ان هذا الجهاز يحتاج الى اصلاح للاختلالات التمثيلية التي تكرس اللاعدل. واضافت الوزيرة انه من غير الممكن ان تحتل المشاكل الافريقية 70٪ من مشاورات وانشغالات مجلس الامن في حين لم تتحصل القارة على حق ولاممثل بعضوية دائمة في المجلس. وانتقدت بعض القوى العالمية التي تعمل على تقسيم المواقف في القارة الافريقية واستدراجها الى اتخاذ مواقف لاتخدم مصالح القارة، داعية الدول والحكومات الى الدفاع عن مصالحها بصورة جماعية، مذكرة «بتعاطي محكمة الجنايات الدولية مع القارة الافريقية، في حين انه يتوجب علينا ونحن في القرن 21 ان تملك مصيرها». اضافت رئيسة الدبلوماسية الراوندية. ويعد ذلك تدخل كل من وزيري خارجية نيجيريا والتشاد اللذين انتخبت بلديهما لعضوية غير دائمة في مجلس الامن هذه السنة. واللذان تقع على عاتقهما ثقل انشغالات وتطلعات القارة الافريقية الى اروقة مجلس الامن واللذين سيجدان في ملتقى الجزائر الفرصة للاطلاع على التحديات الامنية الآتية منها والمستقبلية وكذا التهديدات التي تواجه القارة سيما ظاهرة الارهاب الذي تحول الى تحد كبير، في الوقت الذي تعرف فيه بعض الدول اضطرابات حادة زادت من امكانيات حصول الجماعات الارهابية على الاسلحة والذخائر. الجزائري اسماعيل شرقي الذي أنتخب على رأس مجلس السلم والأمن في الاتحاد الافريقي خلفا لرمطان لعمامرة السنة الجارية، ذكر بالتعاون بين هذه الهيئة الافريقية ومجلس الامن في مجال حفظ السلم والامن في القارة الافريقية والذي كلل بنجاحات معتبرة ملحا على ضرورة استمرار الجهود الافريقية من اجل العمل على اصلاح مجلس الامن بما يخدم الصالح الافريقي. وقال شرفي ان اصلاح مجلس الامن لايمكن اعتباره كمسار ولكن نضال مستمرة يجب ان تواصله الدول الافريقية مجتمعة، للقضاء على الاختلالات الموجودة في هذا الجهاز التي تكرّس الاجحاف في حق القارة السمراء.