يمثل الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، في قمة السلم والأمن في إفريقيا التي تختتم اليوم بباريس، وذلك بحضور نحو أربعين رئيس دولة وحكومة إفريقية، حيث تتمحور أشغال القمة حول السلم والأمن في إفريقيا والشراكة الاقتصادية والتنمية، بالإضافة إلى التغيرات المناخية. وكان وزير الخارجية، السيد رمطان لعمامرة، قد أكد أن المحادثات التي أجراها مع نظيره الفرنسي، لوران فابيوس، سمحت بتسجيل مناخ "جد إيجابي" للعلاقات الجزائرية- الفرنسية. وأكد الوزير في تصريح للصحافة الجزائرية بمقر سفارة الجزائر بباريس قائلا "سجلنا أن العلاقات الجزائرية- الفرنسية تتطور في مناخ جد إيجابي تطبعه نشاطات مكثفة وحركية في المبادلات وكذا إرادة سياسية قوية في تسوية المشاكل التي تطرح في العلاقات الثنائية". وقال أنه تم تسجيل تقدم، غير أنه أشار، من جهة أخرى، إلى أنه "يبقى الكثير من العمل" وأن العلاقات بين باريس والجزائر "واعدة". وأن الشراكة الاستراتيجية الجزائرية- الفرنسية "باتت حقيقة بشكل سريع". وكشف رئيس الدبلوماسية الجزائرية أنه سجل مع السيد فابيوس "تقدما في تنفيذ هذه الشراكة" وأن "العديد من الملفات أحرزت تقدما". وعن سبب زيارته لفرنسا، أوضح السيد لعمامرة أنها تندرج في إطار الاجتماع الأول للجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى التي تنعقد بالجزائر يومي 16 و17 ديسمبر. وقال وزير الشؤون الخارجية أن هذا الاجتماع يشكل في حد ذاته لقاء تقييميا للنتائج المحرزة على مدار سنة من تنفيذ تصريح الجزائر المبرم بين الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة وفرانسوا هولاند خلال زيارة الدولة التي قام بها هذا الأخير للجزائر في ديسمبر 2012. وأفادت الخارجية الفرنسية في بيان لها أن المحادثات بين رئيسي الدبلوماسيتين "تسجل مرحلة إضافية في التجديد الذي تشهده العلاقات الثنائية"، منذ زيارة الدولة التي أجراها الرئيس هولاند للجزائر. وكان وزير الشؤون الخارجية قد أكد في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية بباريس أن الجزائر بثقلها الخاص والتاريخي والجغرافي والتزاماتها، شريك "لا مناص منه" للقارة الإفريقية، سواء تعلق الأمر بحاضرها أو بمستقبلها. مضيفا أن الجزائر تعد "الدعم الأكثر وفاء والأقوى والدائم والأكثر التزاما بشأن الأهداف والمبادئ والمثل الإفريقية". وقال إن "الجزائر تقوم بتضحيات والتزامات وتتحمل مسؤولياتها تجاه إفريقيا وكذا ترقية مصالحها في محافل الأمم والمؤسسات الدولية"، في الوقت الذي أشار فيه إلى أن بلادنا ستحترم وتدافع عن نفس الالتزامات والمسؤوليات في قمة الايليزي. من جهته، أكد الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، السيد مجيد بوڤرة، أنه سيتم إدراج في أفق 2020 إنجاز 50 مشروعا إفريقيا تتكفل مبادرة الشراكة الجديدة من أجل التنمية في إفريقيا (نيباد) بتمويلها بغلاف مالي قيمته 68 مليار دولار. وقد تمحورت نقاشات اليوم الأول من لقاء الشراكة الاقتصادية بين فرنسا وإفريقيا الذي نظم يوم الأربعاء والذي شارك فيه السيد بوقرة كممثل للجزائر حول خمسين مشروعا تموله مبادرة النيباد. وأوضح السيد بوڤرة في تصريح ل(وأج) أن رئيس لجنة متابعة النيباد ركز تدخله حول المشاريع التي تمولها هذه الهيئة. ويتعلق الأمر بخمسين مشروعا أدرج إنجازهم في أفق 2020 بمبلغ 68 مليار دولار.
الجزائر تحتضن غدا ملتقى مع ممثلي إفريقيا في مجلس الأمن الدولي من جهة أخرى، أعلن وزير الشؤون الخارجية، السيد رمطان لعمامرة، يوم الأربعاء، بباريس، أن ملتقى يجمع الدول الإفريقية الأعضاء في مجلس الأمن الدولي يعقد يوم غد بالجزائر. مضيفا في تصريح للصحافة عقب لقائه بنظيره الفرنسي، لوران فابيوس، أن الملتقى يتمحور حول موضوع العلاقة بين الاتحاد الإفريقي والأعضاء الإفريقيين في مجلس الأمن الدولي. وأكد وزير الشؤون الخارجية أن ملتقى الجزائر سيكون أول اجتماع يضم البلدان الإفريقية الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بحث ممثلي إفريقيا في مجلس الأمن الدولي على اتخاذ مبادرات من أجل تنفيذ القرارات التي تتخذها القارة من خلال أجهزة الأممالمتحدة السياسية. وأضاف أن رواندا التي انتقلت إلى عضوية مجلس الأمن ألأممي منذ سنة ونيجيريا وتشاد سيمثلون في ملتقى الجزائر، إلى جانب مسؤولي أهم بعثات الاتحاد الإفريقي (الصومال، دارفور، البحيرات الكبرى) وبرنامج الأممالمتحدة للتكوين والبحث. ويناقش المشاركون في الملتقى إجراءات مجلس الأمن حتى يتمكن الأعضاء الأفارقة الثلاثة من التحرك "فعليا" خلال الأشهر الثلاثة الأولى ويطرحون القضايا الإفريقية واحتياجات بعض الدول التي تعيش نزاعات ومواقف القارة وتطلعاتها. وأكد أنها مساهمة من الجزائر لزيادة فعالية تكفل المجتمع الدولي بانشغالات الأفارقة.