حازت مؤخرا على أكبر تكريم في أضخم محفل علمي عالمي نظم في مدريدباسبانيا، و كانت المرأة الجزائرية و العربية و الإفريقية الوحيدة التي تنال شرف الصعود إلى المنصة لنيل الجائزة الأولى على أفضل ابتكار في مجال تطوير الطاقات المتجددة، إنها المبدعة و المبتكرة الدكتورة وهيبة بن دايخة من مركز تطوير الطاقات المتجددة بالجزائر العاصمة، التي تشغل فيه أستاذة بحث و رئيسة فريق عمل لتصنيع الهيدروجين عن طريق الطاقة الشمسية .مسار دراسي جامعي لتصبح مهندسة دولة في الطاقات و الهندسة الميكانيكية و خريجة جامعة هواري بومدين في سنة 2001 ثم انتقلت إلى المدرسة العليا المتعددة التقنيات في الحراش لتتحصل فيها على الماجستير في سنة 2006 و الدكتوراه في 2011 . القوة الناعمة : شاركت في أكبر تظاهرة تكنولوجية دولية عقدت نهاية أكتوبر الماضي في مدريد و نلت الجائزة الأولى نظير اختراعك حديثينا عن ذلك ؟ الدكتورة بن دايخة : الواقع أن الاختراع الذي قدمته أمام جمهور عريض من الباحثين العالميين من دول عديدة، من اليابان و أمريكا و فرنسا و اسبانيا و ألمانيان و غيرها من الدول الأوربية و الأمريكية و الآسيوية و الإفريقية و حتى العربية التقوا في مدريد، هذا الاختراع سبق و أن شاركت به في الصالون الوطني للابتكار طبعة 2012 و نلت من خلاله على الجائزة الوطنية الأولى، و يتعلق الأمر بجامع هجين للطاقة الشمسية موجه لتصنيع الهيدروجين و الأوكسجين و الماء الساخن . كان هناك عدة تخصصات ؟ بالفعل تم تقسيم العروض إلى نوعين و فوجين، الأول قدم عروضا شفوية و الفوج الثاني تقديم عروض تطبيقية حول الاختراع، و كنت أنا ضمن الفوج الثاني، و فيه نلت الجائزة الأولى في هذا الاختصاص. أما الجائزة الأولى في الاختصاص الآخر فكانت من نصيب الأسبان.
هل تلقيت عروضا و اهتماما من طرف الأجانب في مدريد ؟ ——— بكل تأكيد كان اهتمام الأجانب كبيرا باختراعي الذي لم أكشف عن كل تفاصيله بالطبع، و الاهتمام الأكبر كان من طرف اليابانيين على وجه التحديد، حيث اقترحوا علي مرافقتي في تطوير الاختراع، ولازالوا غلى اليوم في اتصال معي . و كيف كان ردك و هل ستقبلين بما عرض عليك ؟ ——— لا رغبة لي في الوقت الراهن بقبول هذا العرض، و إنما أفضل و أرغب في نفس الوقت أن يتم تطوير ابتكاري هنا في الجزائر و أن يستفيد منه بلدي، قبل الأجنبي ؟ هل تم إخطار الجهات المعنية بالعروض الأجنبية خاصة من طرف اليابانيين ؟ ——— في الوقت الحالي لا و لكن أعتقد أنني سأتعب كثيرا، لكنني مصرة على إنجاز اختراعي هنا في بلدي ؟ إلى أي مدى يمكنك و غيرك تحمل المتاعب، خاصة و أنه مرت سنة على الاعتراف باختراعك الذي نلت عليه الجائزة الأولى وطنيا، دون أية متابعة من المعنيين بالأمر ؟ ——— كل أملي أن يتحرك المسؤولون في هذا الاتجاه لترجمة ابتكاري و ابتكارات الآخرين عمليا. علما أنه لما اطلعت الباحثين الأجانب و خاصة اليابانيين عن الابتكار الثاني الذي هو قيد الإنجاز و أعطيتهم فكرة بصفة عامة عنه انبهروا كثيرا و قالوا لي بالحرف الواحد « نحن مسرورون لأننا تعرفنا على شخصية مثلك « . هل نفس الكلام سمعته هنا في الجزائر ؟ ——— (تضحك مطولا) هذا السؤال في محله. أكيد أن طموحك في الاختراع لن يتوقف عند هذا الحد حدثينا عن الابتكار الثاني ؟ —— يتمثل في مكيفات هواء تعمل بواسطة الطاقة الشمسية و هو حاليا في مرحلة التطوير و لا يمكنني الحديث عنه بالتفصيل في الوقت الراهن . بلغة مبسطة هل يمكننا أن نعرف ما هي استعمالات هذا الابتكار ؟ ——— كما سبق و ذكرت هو عبارة عن مجمع هجين للطاقة الشمسية لصنع غاز الهيدروجين بواسطة الماء الساخن و الطاقة الشمسية بطريقة جديدة و غير مسبوقة في العالم و تعد سهلة و بسيطة و غير مكلفة و تنتج لنا غازين هامين جدا لاستعمالات عديدة في البناء و في تصنيع الزجاج و غير ذلك . لدينا المادة الأولية، المفروض أن الاختراع قابل للتنفيذ بأقل التكاليف؟ ———- هذا صحيح، فضلا على أن غاز الأوكسجين الناتج من هذه العملية استعمالاته عديدة و أبرزها في المستشفيات أو في تربية الأسماك و غير ذلك . بعد أن تحصلت على الجائزة الأولى للابتكار في ديسمبر من العام الماضي هل تم الاتصال بك ؟ ——— نعم تم الاتصال بي للمشاركة في التظاهرات العلمية و أبرزها كان بمناسبة انعقاد دورة منظمة المرأة العربية في الجزائر هذه السنة و ذلك من أجل عرض اختراعي. و ما عدا ذلك لا يوجد أي شيء يوحي بوجود نوايا للاستثمار في الاختراع. لنعد إلى أجواء اللقاء الدولي العلمي حول الابتكار المنعقد في مدريد، كيف كانت ردة فعل المشاركين العرب بعد تتويجك المميز و المستحق ؟ ———- في ذلك اليوم فرحة العرب ممن كانوا حاضرين لا توصف، قالوا لي لقد شرفت الوطن العربي، لأنه في السابق كان التتويج منحصرا على الأجانب دونما العرب علما أن مناقشة الأجانب في قضايا تتعلق بالتكنولوجيا ليس بالأمر السهل، فهم دقيقين للغاية و يجاملوا أحدا في هذا الشأن . ما هي كلمتك لكل مخترعة جزائرية ؟ ———- أولا أتمنى لها كل النجاح و التوفيق ثم أأكد لها على ضرورة أن تتمسك بأفكارها و ألا تفشل و أن تثابر و تجتهد و تواصل في سعيها لبلوغ أهدافها، و إذا لم تتمكن من تحقيق طموحاتها مكان ما تمكنها أن تفعل ذلك في أماكن أخرى المهم أن لا تيأس أو تفشل لأن الحياة نضال مستمر لتحقيق ما نصبو إليه خاصة إذا تعلق الأمر بفعل شيء ما يعود بالفائدة على الوطن و في أي مجال أو اختصاص ما ؟ هل أنت على اتصال مع مبتكرات أخريات ؟ ———- عندما شاركت في صالون 2012 لم يكن هناك الكثير من النساء معظمهم من الرجال و ما لاحظته أن هناك من الرجال المخترعين من ليس لهم مستوى تعليمي عال، أما بالنسبة للنساء فالأمر مختلف حيث كن جميعهن متعلمات و لهم نفس المستوى تقريبا. لأنك مبدعة و متميزة و شرفت وطنك و المغاربة و العرب و الأفارقة يحق لك أن تقولي ما تشائين ككلمة نختتم بها حوارنا الممتع معك ؟ ——— أتمنى أن تكون هناك نتائج في المستقبل القريب لإبداعات جميع المخترعين الجزائريين و أن تحظى باهتمام من طرف الجهات المعنية قبل أن «يخطفهم « الآخرين و بالتالي يستفيدون منهم و يستغلونهم. أما عني فقد رفضت منح اختراعي للأجانب و أردت بذلك منح الفرصة لبلدي حتى تكون له الأسبقية في الاستفادة منه لا لشيء سوى لأنه يمثل الشيء الكثير بالنسبة لي.