بتوفيق المولى عز وجل نلت الجائزة الأولى في إطار المسابقة التي نظمتها سفارة الصين الشعبية وجريدة "الشعب" الجزائرية بمناسبة الذكرى ال55 لتأسيس العلاقات الصينيةالجزائرية. وكم كانت سعادتي كبيرة لأن حلمي للسفر إلى الصين قد بدأ في التحقق، كانت التذكرة مدفوعة من طرف شركة الطيران "الخطوط الجوية الجزائرية" والرحلة نظمتها الشركة الصينية (CRCC China Railway Construction Corpration). منذ أن دخلت مطار هواري بومدين الدولي بدأت بالاستمتاع برحلتي، فأنا أحب السفر عن طريق الطائرة، التقينا بمرافقتنا السيدة Mathilde من الشركة الصينيةCRCC والسيد منير مباركية الفائز بالجائزة الأولى أيضا، كنت برفقة زوجي عادل و ابني أيمن اللذان دفعا مصاريف الرحلة لمرافقتي. انطلقت الرحلة و بدأت الطائرة تعلو شيئا فشيئا حتى صرنا فوق السحب وكم أحب الاستمتاع بهذا المنظر، لم أستطع النوم من شدة حماسي للوصول، كنت أشاهد مسار الطائرة، يبدو طويلا جدا، و بدأت الساعات تمر الواحدة تلو ى الأخرى إلى أن انقضت حوالي 12 ساعة، بدأت المسافة للوصول إلى الصين تقل شيئا فشيئا، كنت ألاحظ من نافذة الطائرة الاحمرار في السماء الذي يوحي بشروق الشمس، أجل سوف يكون هذا اليوم الجديد بالنسبة لنا فوق الأراضي الصينية. و ما إن شرعت الطائرة في الهبوط رويدا رويدا حتى تسنت لي شساعة الصين، بتنوع تضاريسها. كنت أدقق في موقع الصين على الخريطة في الطائرة فهي تقع في نصف الكرة الشمالي والجزء الشرقي من قارة آسيا والساحل الغربي من المحيط الهادي. وهي بهذا تحتل مساحة جد واسعة. أولى المحطات كانت محطتنا الأولى في الصين هي مطار بكين الدولي، و بكين هي عاصمة جمهورية الصين الشعبية، فرحتي كانت أكبر عندما رأيت فريق شركة CRCC في استقبالنا بالورود و الترحيب و الابتسامة التي لا تفارقهم، تعرفنا على بعضنا البعض و قمنا بأخذ صور تذكارية ثم انطلقنا نحو الفندق، في الطريق كنت أنظر من كل النواحي لكي لا أضيع أية فرصة في اكتشاف الصين التي طالما سمعت عنها الكثير من المدح و الثناء. من حسن حظنا كان الجو جميلا، مشمسا و دافئا، انبهرت بنظافة الشوارع و الطرقات و بصرامة الشعب الصيني، فأنا لم ألاحظ أناسا يتسكعون فالظاهر أن لكل واحد منهم هدفا معينا.... بدأنا التجوال و زيارة أهم المعالم التاريخية في بكين، وكوني قد قرأت الكثير عن الصين عرفت أن الصين و نظرا لما تزخر به من مناطق و أقاليم رائعة تستدعي الزيارة حقا، و ها أنا في صدد زيارة بعض من هاته الجماليات، في بكين تجلت لي مظاهر الخريف الخلابة، فالأشجار تكتسي حلة صفراء بأوراق تتناثر أحيانا بهبوب الرياح. كان الجو باردا نوعا ما في الصباح والمساء لكننا استمتعنا بأشعة الشمس الدافئة في النهار.قمنا بزيارة الحديقة الأولمبية و ملعب عش الطائر الشهير، ساحة السلام و المدينة المحرمة وجزءا من سور الصين العظيم،انبهرت بهذا الانجاز انه رائع و مدهش حتى ابني ذو 19 شهرا قام بتسلق السور معنا و كان مستمتعا بأخذ الصور مع الصينيين، و نال ميدالية مكتوب عليها لقد تسلقت صور الصين العظيم، انه حقا عظيم بكل ما تحتويه الكلمة من معان كما انبهرت بالحديقة الرائعة parc d'été، و هنا أخذنا صور تذكارية بلباس الإمبراطور أنا و زوجي كانت صور رائعة جدا كهدية من طرف السيدة Mathilde . استمتعت بكل المناظر من حولي و حاولت أن لا أضيع أية فرصة في المشاهدة و أخذ الصور كل شيء كان كما في الأحلام، كل شيء جميل بل رائع و كوني مولوعة بالطبيعة فكنت في قمة البهجة و الاستمتاع . لا أنسى أبدا زيارتنا الرائعة لمقر الشركة العملاقة CRCC التي أود أن أذكر كل تفاصيلها لأني تأثرت بشدة لحسن الاستقبال، ففور دخولنا قدموا لنا علمين متحدين صيني و جزائري. استقبلنا السيد المدير العام و مجموعة من المسؤولين وهم رؤساء فروع و إداريين، كان استقبالا حارا مملوءا بالترحيب و الابتسامات و التحيات، رائعون جدا، سمعنا كلمة السيد المدير العام و السادة المسؤولين كل منهم قام بإلقاء نبذة عن مهام و انجازات الشركة، و قمنا بمشاهدة فيديو عن أهم انجازات الشركة، أخذنا صورا تذكارية و قدموا لي و للسيد منير مباركية مجسمين صغيرين لقطار سريع،انه رائع، فرحت كثيرا بهذا الاستقبال، و كوني تعرفت على شركة عملاقة كهذه، كل هذا يجسد مدى توطيد العلاقات الصينيةالجزائرية، وأن الصينيين شعب مضياف.
ثلاثة أيام في بكين بعدما انقضت الأيام الثلاثة الأولى في بكين. غيرنا الوجهة بأخذنا الطائرة نحو الجنوب بالضبط نحو مدينة شانغهاي، ومن ثم مباشرة نحو مدينة الحرير، مدينة Suzhou والتي تعتبر إحدى أربع المدن جمالا في الصين، من خلال قنواتها المائية الاصطناعية. عندما وصلنا إلى suzhou أبت السيدة Mathilde إلى أن تعرفنا بفرع آخر للشركة CRCC و كالعادة استقبلنا فريق العمل الرائع بالابتسامة والترحاب، إنهم رائعون جدا، عرضت علينا فيديو تشرح كل المشاريع و الانجازات الخاصة بهذا الفرع و ما استنتجته من الفيديو هو أن هذا الفرع يحب الانجازات الصعبة، فكل مشاريعه أنجزت في مناطق ذات بيئة صعبة و معظمها تتمثل في أطول الأنفاق و الطرقات و السكك الحديدية، بعدها انطلقنا إلى ورشة مترو في منطقة suzhou و هذا سوف يساهم بشكل كبير في تسهيل حركة المرور في المنطقة. تجولنا في المنطقة مع عمال رائعين، و لأول مرة أشاهد كيف يتم حفر النفق لانجاز المترو. أما عن ابني فقد كان مدللا جدا من طرف الصينيين و لقد تعلق كثيرا بأبنائهم، و عندما غادرنا المكان بكى كثيرا لأنه كان في قمة الاستمتاع. فعلا إن CRCC و كل فروعها شركة عظيمة تستحق الثناء والتقدير وكل عمالها رائعون جدا. كما قمنا بزيارة حديقة رائعة ومصنع للحرير، استمتعت أيضا في هاته المدينة العجيبة وكنت في قمة الدهشة، في آخر ليلة في هاته المدينة الساحرة كانت جولة رومانسية بالقارب، يا للروعة تحت أضواء المدينة...أحببت كثيرا مدينة Suzhou ذات الهواء النقي و المنعش. في الغد عدنا إلى شانغهاي، مدينة ناطحات السحاب و المحلات الفخمة والراقية، مدينة تعج بالسياح والزوار الصينيين، رغم هذا فالنظافة كانت تعم كل الأماكن. استمتعنا كثيرا في حدائق رائعة ذات مناظر خلابة توحي بالراحة و الطمأنينة و تستدعي إلى التأمل و البهجة. أشجار و أزهار، أنهار مليئة بالأسماك، معالم تاريخية و أثرية، الكل مستمتع و متعجب في نفس الوقت... إنها آخر ليلة في الصين، وليت الرحلة ما زالت طويلة أكثر، لأني ما زلت أودّ البقاء هنا فأنا أعرف أنه ما زالت مناطق عدة تستدعي الزيارة، وأنا متأكدة أنه للتعرف على كل ما تزخر به الصين يستلزم أشهر عدة بل ربما سنوات. حقا إن الصين بلد جميل، رائع، عملاق و متطور...وشعبه طيب ومضياف ومتخلق بأخلاق حسنة. أتمنى من كل قلبي أن أزوره مرة ثانية، لاستكشف جماله و خباياه.... حقا لقد قضيت أسبوعا رائعا برفقة زوجي وابني والسيدة Mathilde والسيد منير مباركية وكل المرافقين السياحيين. شكري الخاص والعميق للسيدة Mathilde إنها حقا رافقتنا كالملاك الحارس. فرغم التعب وبعض البرد في بكين كانت الابتسامة لا تفارقها، فأنا الآن في الطائرة للعودة إلى الجزائر و صوتها و ضحكتها لا زالت ترن في أذني. أشكرها شكرا خاصا من أعماق قلبي وأتمنى لها كل النجاح و التوفيق في عملها و السعادة في حياتها الخاصة. شكرا للشركة العظيمة CRCC أنا فخورة بالتعرف عليها وعلى طاقمها و تمنياتي لها بالمزيد من التوفيق والانجازات والرقي، و شكرا جزيلا على الرحلة الرائعة التي كانت في القمة. شكرا لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، و لجريدة الشعب الجزائرية و لكل من ساهم في إنجاح هذه الرحلة الرائعة. شكرا للشركة الصينية التي أعمل بها شركة ZTE للاتصالات، فبفضلها وبفضل 8 سنوات من العمل تسنت لي الفرصة للتعرف أكثر على الصينيين، فمقالتي التي بفضلها فزت بالجائزة الأولى كانت حول زملائي الصينيين وعلاقتهم معنا في الجزائر. شكرا لسفارة الصين الشعبية في الجزائر على هذه المبادرة الرائعة، لقد حققتم لي حلما رائعا كان أشبه بالخيال. وعاشت العلاقات الصينيةالجزائرية إلى الأبد.