تم مساء أمس استئناف جلسات الحوار الوطني التونسي بغية التوصل إلى تشكيل حكومة محايدة وتحديد موعد استقالة حكومة النهضة وإعلان الحكومة المقبلة. وجاءت جلسة أمس، وسط انقسام بين الأحزاب السياسية المعارضة، فبينما رفض الحزب الجمهوري المشاركة في الحوار قرر نداء تونس المشاركة فيه. وقرر نداء تونس أحد أكبر أحزاب المعارضة في اجتماع لقيادته بضاحية قمرت المشاركة في الحوار، وسط حالة انقسام في الحزب من الحوار مع حركة النهضة. وأعلن الحزب الجمهوري انسحابه نهائيا من الحوار فيما اكتفت الجبهة الشعبية بتعليق مشاركتها مع مراقبته عن كثب. وستحدد القوى الثلاثة الرئيسية في المعارضة موقفها من الحكومة المقبلة بحسب التزامها ببنود خارطة الطريق التي وقعت عليها سبتمبر الماضي مع حركة النهضة. ومن المتوقع أن يعلن مع استئناف الحوار، موعد استقالة الحكومة التي تقودها حركة النهضة وأن تبدأ رسميا المشاورات لتشكيل الحكومة الجديدة بتكليف الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي مهدي جمعة برئاسة الوزراء بعد ترشيحه من طرف 9 أحزاب لتولي المنصب. وجاء ترشيح جمعة يوم السبت الماضي بعد شهور من المساومات الشاقة ولا يزال يفتقر لدعم معارضين علمانيين رئيسيين لحركة النهضة أكبر احزاب البرلمان والتي قادت حكومات مؤقتة على مدى عامين. وكان جمعة قد استدعي لبلاده لتولي منصب وزير الصناعة في مارس عندما أدخلت حركة النهضة شخصيات تكنوقراط إلى حكومة جديدة في محاولة لتهدئة التوتر الذي تصاعد اثر مقتل زعيم علماني. ويحاول جمعة حاليا تشكيل حكومة يمكنها الحفاظ على السلام وإدارة الانتخابات التشريعية المقرر عقدها العام القادم ما إن يتم الاتفاق على دستور جديد تأخر كثيرا.