أجمع المشاركون في الملتقى الوطني حول التأمين على الأشخاص على العمل بصفة متكاملة للنهوض بخدمات التأمين بالجزائر بشقيها لتلبي حاجيات المواطن الجزائري وتماشيا مع قدرته الشرائية، مشيرين إلى ضرورة التحسيس بهذا النوع من المنتجات غير الملموسة في ظل افتقاد المستهلك الوطني لثقافة التأمين. في هذا الإطار استعرض المدير العام لشركة التأمين «كرامة» مختار نوري خلال الملتقى المنظم بفندق الجزائر تحت شعار ثقافة البناء 2013، آفاق جديدة، لمستقبل واعد ما تم إنجازه منذ دخولهم حيز الخدمة في 2011 في مجال التأمين على الأشخاص حيث تم تحقيق 2 مليار كرقم أعمال خلال السنة الجارية. واستعرض نوري آفاق جديدة من التأمين الصحي وبعض الأفكار لمنتجات جديدة لتحسين المنتجات الحالية، وذلك في مجال الرعاية الجماعية للحوادث، الموت المفترض، الادخار والرسملة، وبغرض خلق مستقبل واعد وبيئة أكثر ملائمة، سيتم التركيز على العروض التنافسية وتوسيعها أكثر بالإضافة إلى بذل جهود أكثر في مجال التسويق والاتصالات وإدارة مشاريع التحديث لمؤسسة «كرامة» للتأمين وفقا للحوكمة والتسيير المدروس. كمال مرامي مدير التأمينات بوزارة المالية قال أن قطاع التأمين على الأشخاص سجل نموا ب 7% وهذا بفضل الفصل بين تأمين الأضرار والأشخاص ما سمح للمؤسسات الجديدة بالنشاط في الميدان وهو الإجراء الذي تم اتخاذه في 2011 وتم السماح بموجبه للوكالات الخاصة التي تفتقد لشبكات توزيع النشاط على مستوى الشركة الأم . وتحصي حاليا الجزائر 23 شركة تأمين عامة وخاصة 06 منها متخصصة في التأمين على الأشخاص، وحوالي ألف وكالة مباشرة و800 وكالة خاصة كوسطاء تأمين بالإضافة إلى شبكات توزيع التأمين عبر البنوك لتوسيع منتوج التأمين، ناهيك عن شبكة سماسرة التأمين المتكونة من 30 وكيلا الذي ينشطون في إطار القانون بصفة منظمة. وأكد مرامي على أن تقديم أحسن خدمة يعد أحسن وسيلة اتصال مع الزبائن، علما أن منتوجات التأمينات تباع ولا تشترى، خاصة وأن هناك عدة عوامل دينية اجتماعية وثقافية تحول دون تطور التأمين على الأشخاص في بلادنا ما يستدعي حسبه التركيز على جانبي التحسيس والاتصال. من جانبه قال سبع حاج محمد رئيس المدير العام للشركة المركزية لإعادة التأمين ان تطور سوق التأمين في الجزائر هو في بدايته، موضحا أن الإصلاح الهيكلي الهام الذي عرفه القطاع أعطى انطلاقة جديدة للتأمينات وحث الشركات على التركيز على الأشخاص بدل الأضرار. وأعرب سبع عن تفاؤله بتطور التأمين على الأشخاص بالجزائر في ظل بروز شركات لا هم لها سوى تطوير هذا النوع من المنتوج والترويج له، ومن ثم فهو يحمل مستقبل واعد وثماره ستجنى على المديين المتوسط والطويل على أن يتعزز ذلك ببذل مجهود في التسيير، التسويق والإبداع خاصة وأن التأمين على الأشخاص تنوعت خدماته بهدف تلبية حاجيات المواطنين. وحسب ذات المتحدث يجب أن يرتكز الجهد التواصلي في مجال التأمين على ممارسته على كل المستويات ومختلف قنوات التواصل، وكذا أن يكون متواصل وغير منقطع، بالإضافة إلى العمل أكثر لتحسين الخدمة التأمينية في المنتجات الموجودة في السوق لأن ذلك يخدم المنتجات الجديدة. وفيما تعلق بعدد الشركات الناشطة في هذا المجال والذي لا يتجاوز 06 أوضح سبع انه في الوقت الراهن العرض يفوق الطلب بكثير، بالإضافة إلى توفرها على قدرات إنتاجية تمكنها من تغطية الطلب الحالي غير انه في حال ارتفاع الطلب فستكون هذه الشركات مطالبة بالرفع من قدراتها المالية والتنويع في خدماتها.