أكد أمس وزير المالية السيد كريم جودي أن الجزائر تتوفر على موارد مالية تكفي لتغطية الاحتياجات الداخلية لحوالي ثلاث سنوات ونصف دون اللجوء الى الاستدانة الداخلية. وأوضح الوزير على هامش الدورة العادية للمجلس الوطني للإحصائيات أنه في الوقت الراهن، لم تتم مراجعة أية من المشاريع المدرجة في برنامج التجهيز أو برنامج عمل الحكومة على الرغم من استمرار الأزمة المالية العالمية التي انعكست سلبا على الاقتصاد العالمي، مؤكدا على أن الجزائر لا تزال تتوفر على هامش للتحرك بفضل سياستها الاقتصادية وطرق تمويل برامجها التنموية والنتائج الايجابية المحققة على أكثر من صعيد، ولا سيما على مستوى تسديد الديون الخارجية واعتماد التمويل الذاتي، ولكن ايضا ما وفرته من فوائض مالية على مستوى صندوق ضبط الايرادات، كل هذه العوامل وغيرها جعلت الجزائر تتجاوز لحد الآن آثار الازمة العالمية، وعلى المدى القصير، بامكانها الاستمرار في تنفيذ مخطط عملها الذي أعد على أساس 37 دولارا للبرميل ومع الأخذ بعين الاعتبار لما وصفه الوزير بعناصر الحماية مثل الاستعانة بصندوق ضبط الموارد وتلبية الاحتياجات الداخلية دون اللجوء الى الاستدانة الداخلية التي تم تقليصها الى 733 مليون دج وذلك الى غاية شهر اكتوبر الماضي. ولم يخف الوزير تفاؤله بشأن الاهتمام بالسوق الجزائرية اذ أكد في هذا الصدد أن الاستثمارات الخارجية تبحث عن اسواق واعدة مثل السوق الوطنية التي بامكان الجزائر استغلالها كنافذة لمثل هذه الفرص الخارجية المتاحة. ومن جهة أخرى، اعتبر الوزير أن اجتماع الاوبيك الذي سيعقد بعد أيام في وهران يمكنه أن يخرج بقرارات هامة تصب في اتجاه تقليص الانتاج، وسحب الفائض من المعروض في أسواق النفط خاصة وأن دولا منتجة خارج أوبيك تؤيد بطريقة أو بأخرى قرار الخفض بعد أن صرح البعض منها بأنها ترغب في مرافقة المنظمة في قرار الخفض من أجل وقف تدهور الاسعار وبلوغ مستويات مقبولة وفي صالح الجميع. وبالاضافة الى مساعي تعديل الاسعار على مستوى السوق النفطية، فان مساعي أخرى تقوم بها الدول المتقدمة من أجل تطهير بنوكها ودعم الطلب العمومي وتخصيص مبالغ هامة لاعادة بعث الاقتصاد العالمي في كل من أوروبا، أمريكا وحتى الصين الذي لن يمر إلا عبر برامج تجهيز تقنية ضخمة قصد تحضير الطلب على نحو تدريجي كما يرى الوزير الذي يضيف، بأن كل هذه الجهود ستؤدي في نهاية المطاف الى اعادة بعث الدورة الاقتصادية واحداث تلك الديناميكية التي تستمر بالتأثير المباشر على الطلب على الخام المتوقع له أن ينتعش مجددا على نحو تدريجي، ليؤكد نفس المتحدث على أن الازمة موقتة والامكانيات المحلية متوفرة لتجاوز هذه المرحلة، ولا يمكن بأي حال وقف عملية تنفيذ مخطط العمل أو تأثر موارد تمويله المتوفرة اصلا. ------------------------------------------------------------------------