حذّرت مصلحة الوقاية بمديرية الصحة لولاية وهران، من اقتناء منتجات معجون أسنان الأطفال بطريقة فوضوية من المتاجر والسوق الموازية، لمخالفته المواصفات والمقاييس، ونصحت باقتنائها من الصيدليات لتفادي أية مخاطر صحية. وأكدت ذات الهيئة، أن الأطفال دون السادسة ينبغي عليهم استعمال المعجون المخصص لهم فقط، خاصة النوع الذي يحتوي على مادة الفليور، حفاظا على سلامة الأسنان. منبهة في نفس الوقت الى عدم استعماله في الصحراء، لتوفر هذا المعدن بنسب عالية في الماء، مما ينعكس سلبا على اللثة ونمو الأسنان وظهور بقع بيضاء وطبقة صفراء، وهو ما يفسر انتشار هذه المشكلة الصحية في الجنوب. وكشفت مديرية الصحة السكان وإصلاح المستشفيات بوهران، على هامش حملة التوعية والوقاية من تسوس الأسنان عند الرضع في الأشهر الأولى، والتي بادرت بها مصلحة الصحة المدرسية من خلال تسخير 100 جراح أسنان يتنقلون إلى 51 عيادة متعددة الخدمات عبر تراب الولاية، بأن مثل هذه المبادرة التي تقوم بها المصالح المعنية تعد الأولى من نوعها، خاصة وأنها تستهدف الاطفال في الاقسام التحضيرية لتدق بذلك ناقوس الخطر بسبب ارتفاع نسبة التسوس لديهم. وبحسب الأرقام التي أوردتها المديرية، فإن طفلا واحدا من بين اثنين يعاني من المشكلة. وفي هذا الصدد، أكدت خلية الاتصال التابعة لمديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أن نسبة تسوس الأسنان عند الأطفال في الاقسام التحضيرية والأولى من التعليم الابتدائي، تعدت 61 من المائة، ويزداد الأمر سوءاً إذا ما علمنا بأن الوقاية من الأمراض الكثيرة التي تصيب الأسنان في المراحل الأولى من حياة الطفل، لا يولي لها الأولياء أهمية، رغم أن التسوس المبكر للأسنان قد ينتج عنه مضاعفات صحية عديدة لعلاقاته المباشرة بالأعصاب على مستوى الخد وارتباط هذا الجزء بعدة أعضاء، على غرار العين، الرأس والقلب وغيرها. وأرجع المختصون السبب الرئيس للمشكلة، لمادة السكر المضافة إلى الحليب في الرضاعة الاصطناعية، فيؤدي ذلك إلى تراكم السكريات، التي تلتصق بالأسنان لفترة طويلة فيؤدي إلى الإصابة، مما يسهل على الجراثيم الموجودة في الفم أن تقوم بعملية التخمر التي تؤدي إلى نخر الأسنان بصورة سريعة، في ظل توافر عوامل أخرى مساعدة. وهنا يأتي دور التوعية، التي تعود بالفائدة على الأهل والطفل وتتركز عادة على إسداء النصائح المفيدة واكتشاف النخر مبكرا وعلاجه في الوقت المناسب، لتجنب مضاعفات المشكلة. وفي هذا السياق، نصح الجراح، قدور الشيخ ياسين، بالرضاعة الطبيعية لما لها من إيجابيات على صحة الطفل العامة وفم الطفل وإعطائه كفايته من الحليب قبل النوم، وإذا اقتضت الحاجة وضع الماء في الرضاعة خلال الليل بدلا من الحليب كتنظيف للفم، ويفضل البدء بتنظيف أسنان الأطفال بصورة مبكرة (2 سنة) باستعمال الفرشاة والمعجون. مع العلم أن آخر الدراسات أثبتت، بحسب نفس المتحدث، علاقة مباشرة بين نظافة الأم وفم الرضيع، وكثيرا ما نجد أمهات يدخلن الرضّاعة في أفواههنّ في حالة سقوطها على الأرض، لتنقل بذلك الأم الطبقة الميكروبية. كما ركز ذات المتحدث، على أهمية الغذاء المتوازن للمرأة الحامل من حيث الفيتامينات والكالسيوم والحديد لضمان نمو الأسنان الحلبية بموادها، خاصة وأنها في كثير من الأحيان تبقى إلى غاية 12 سنة.