يعاني العديد من الأشخاص من أوجاع مختلفة على مستوى الأسنان والفم ويزيد الخوف من زيارة طبيب الأسنان من تفاقم حدة الالتهابات، لكن الكثير منهم يجهل أن التهاب اللثة الدائم هو مقدمة للإصابة بأمراض اشد خطورة. يرى الدكتور محمد ايدير أخصائي طب وجراحة الأسنان أن الأسنان تصاب بالحساسية نتيجة لبعض أنواع أمراض اللثة أو كحت الأسنان، وقد تظهر بعد وضع الحشوات أو تنظيف الأسنان من قبل طبيب الأسنان. هذه الحساسية قد تكون مؤقتة وتقل حدتها تدريجياً خلال بضعة أسابيع في حالة المحافظة جيداً على نظافة الأسنان. أما في حالة عدم الاهتمام بنظافة الأسنان فإن من الممكن أن تحدث مضاعفات إضافية وهنالك علاقة قوية بين آلام الأسنان وآلام الأذن والرأس حيث إن التهابات الأسنان التي تصيبها نتيجة لتسوس والتهابات اللثة تؤدي إلى انتفاخ قد يمتد إلى أسفل العين وكذلك يسبب آلاماً في الرأس (الصداع) أو الأذن، وقد يكون الصداع بسبب ضرس العقل ولذلك لابد من علاج الأسنان حتى تختفي تلك الأعراض. نزيف اللثة مقدمة لأمراض أخرى تتعرض اللثة إلى النزيف حسب الدكتور ايدير عند إصابتها بالالتهاب، وقد يلاحظ هذا عند استخدام فرشاة الأسنان أو عود الأسنان أو الخيط الخاص بتنظيف الأسنان أو عند أكل التفاح، ويمكن السيطرة على هذه الحالة في المراحل الأولية للمرض وذلك باتباع الطرق الصحيحة لتنظيف الفم والأسنان فيتوقف النزيف خلال بضعة أيام. ويحذر الدكتور ايدير من مغبة إهمال نظافة الأسنان فقد يؤدي ذلك إلى انتشار أمراض ويؤثر ذلك على الأنسجة الرابطة للأسنان داخل عظام الفك، ويتفاقم الأمر إلى أن يصل إلى مرحلة نزيف اللثة الذي يحدث أحياناً نتيجة الطريقة الخاطئة المتمثلة في وضع قرص من الأسبرين مباشرة على السن الملتهبة، ويتسبب الأسبرين في حدوث تقرحات في أنسجة اللثة والأغشية المبطنة للخد في المنطقة التي يوضع عليها القرص، مؤكدا أن التهابات اللثة تؤدي إلي الإصابة بالتهابات جدران الشرايين، وبالتالي تصلبها والإصابة بالأزمات القلبية، وأضاف أن عدم العناية بالأسنان يؤدي إلى حدوث نزيف باللثة وهو ما يتسبب في نمو نحو 700 نوع من البكتيريا الضارة التي تتفاعل مع خلايا الدم تدخل مباشرة في الدورة الدموية وتعد ''عوامل مستقلة'' في الإصابة بأمراض القلب، بغض النظر عن الصحة التي يتمتع بها الشخص المصاب. الأطفال وأطباء الأسنان يؤكد الدكتور ايدير على ضرورة إحضار الطفل إلى طبيب الأسنان في عامه الثاني أو الثالث أو قبل ذلك إذا لوحظ أي من الأعراض؛ لأنه في هذا العمر يصاب الأطفال بآفة التسوس التي يمكن إزالتها بسهولة، أما التسوس المهمل فمع مرور الوقت يزداد حجمه مما يؤدي إلى وصوله إلى لب الأسنان ويسبب آلاماً شديدة للطفل ويقلل فرصة إنقاذ السن. ويوجد في مكان كل سن لبن، سن دائم يظهر مكانه وفي وقت معين وفي حالة سقوط السن اللبني مبكراً قد يؤدي ذلك إلى انحراف الأسنان الباقية عن مكانها إلى المنطقة الفارغة، مما قد يؤدي إلى تأخير ظهور الأسنان الدائمة أو عدم انتظامها. ويعاني الكثير من الأطفال من ظاهرة تسوس الأسنان نتيجة العادات الغذائية الخاطئة وإكثارهم من شرب السوائل الغازية والحلويات، وينصح الدكتور ايدير الأولياء بضرورة العناية بصحة أسنان أطفالهم وتعويدهم على استعمال فرشاة الأسنان يوميا.