يعدّ إطلاق تقنية الجيل الثالث بالجزائر أهم حدث ميّز قطاع البريد وتكنولوجيات الاعلام والاتصال خلال 2013. هذه التقنية التي عرفت الكثير من التأخر والشد والجذب بين سلطة ضبط البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية والمتعاملين الثلاث للهاتف النقال بخصوص اقتراح شريحة جديدة للجيل الثالث برقم جديد أو تغيير الرقم القديم للجيل الثاني برقم جديد للجيل الثالث، بمعنى رقمان مختلفان في نفس الشريحة. ورغم تأجيل الجيل الثالث للهاتف النقال، وما صاحبه من جدل وتساؤلات، بقي شغف الجزائريين على حاله، فكانت الانطلاقة أخيرا بمنح تراخيص الاستغلال لمتعاملي الهاتف النقال يوم 14 سبتمبر لتدخل خدمة تكنولوجيا الجيل الثالث وتسوّق للجزائريين ابتداء من 10 ديسمبر الجاري، بأرقام وشرائح جديدة، في انتظار العودة إلى نظام الرقم الواحد بعد جلب الحلول التقنية والتجهيزات. وينتظر ان تساعد هذه التكنولوجيا على فتح الطريق لتقديم خدمات لم تكن متاحة مع الأجيال السابقة كخدمات الفيديو والوسائط المتعددة ذات الدقة العالية، والعمل في وضعيات متنقلة بدلا من الالتزام بالمكتب، أو مكان العمل، ناهيك عن القيام بالمعاملات البنكية ومتابعة تطورات البورصة والأسواق المالية من خلال النقال من أي مكان، وتصفّح مختلف المواقع الإلكترونية عبر الأنترنيت ذات السرعة عالية التدفق أضعاف ما يمكن لشبكات الأنترنيت السريعة الحالية أن تقدّمه. غير أنّه بعد طول انتظار يبدو أنّ تسويق هذه التكنولوجيا بات كالحلم خاصة وأنه لم يستجب للتطلعات، بالنظر إلى ضعف الخدمات المقدمة ومحدوديتها وغموض استخداماتها رغم أنّه كان ينتظر أن تشكّل هذه التقنية قفزة نوعية في مجال الاتصالات، خاصة وأنها تساهم في ضمان التدفق العالي والفائق السرعة للأنترنيت، حسب ما صاحب ذلك من حملات دعائية وإشهارية من طرف متعاملي الهاتف النقال، لكن يبدو أنّ هذه المسألة تجد طريقها إلى الترقية لاحقا. من جهة أخرى، اصطدم المواطنون لاسيما الشباب المولعين بآخر ما ابتكرته تكنولوجيا الاتصالات والاجهزة الالكترونية الحديثة من هواتف ذكية ولوحات بأسعار هذه الخدمة ومحدودية تدفق الأنترنيت وتوقف المكالمات، متسائلين عن فحوى هذه التكنولوجيا إذا كانت مقيّدة، ما جعل الكثير منهم يتريّثون لاقتناء تقنية الجيل الثالث حتى تتّضح معالمها وتتاح للجميع عبر كل الولايات.