أكد لنا عبد الحكيم سرار أن فكرة تسقيف الأجور الخاصة باللاعبين المحترفين جاءت لعدة أسباب، أبرزها المستوى الضعيف للبطولة الوطنية. لكن هذا الإجراء غير معمول به في عالم الاحتراف ولا يوجد في قوانين الاتحاد الدولي، إضافة إلى عدة أمور أخرى تتعلق بعالم الاحتراف في الجزائر تطرق إليها في هذا الحوار الذي خص به جريدة "الشعب". «الشعب": كيف تعلق على قرار تسقيف أجور اللاعبين المحترفين؟ «سرار": هذا الإجراء غير معمول به دوليا ولا يتماشى مع القوانين الموجودة في الفيفا والجزائر هي البلد الوحيد الذي طبّق هذا القرار، وذلك راجع إلى عدة أمور داخلية اضطرت المسيرين لإعادة النظر في موضوع أجور اللاعبين الناشطين في البطولة المحترفة. ماذا تقصد بالأمور الداخلية؟ الجميع يعرف أن مستوى البطولة الوطنية ضعيف جدا، رغم أننا دخلنا عالم الاحتراف منذ سنوات، بسبب غياب لاعبين أقوياء بإمكانهم أن يقدموا مردودا مقبولا خلال المباريات، بالنظر إلى أدائهم الذي لا يرقى إلى تطلعات متتبعي ومسيري كرة القدم في الجزائر، ما جعل أجور بعض العناصر يفوق مستواهم فوق الميدان. هل توافق هذا القرار؟. أنا أوافق المسيّرين الذين اتّخذوا هذا القرار بسبب المستوى الضعيف للاعبين والبطولة والذي لا يستحق تلك المبالغ الخيالية التي كان يتقاضاها الأغلبية. بالعودة إلى النتائج السلبية التي تتحصل عليها النوادي الجزائرية خلال مشاركتها على الصعيد الإفريقي نجدها تحت المستوى، كما أنها لا تملك عناصر أكفاء بإمكانها إعطاء الإضافة للفريق الوطني الذي يتكون من لاعبين ينشطون خارج الوطن ومن جهة أخرى تعد مستحيلة. لماذا مستحيلة؟ تعتبر مستحيلة لأن مسؤولي الاتحادية لا يحق لهم أن يفرضوا هذا الإجراء على اللاعبين الأجانب الذين يأتون للعب في البطولة، لأن الأمور تختلف في هذا الجانب، لأنه من المستحيل أن يقبلوا بهذا القرار، وهذا لا يتماشى مع قوانين الاحتراف الحقيقي، ما يعني أن القرار له جوانب إيجابية وأخرى سلبية وعلى الجميع أن يعملوا بما يخدم كرة القدم في الجزائر. هل هذا يعني أن الاحتراف في الجزائر لم ينجح؟ لكي ينجح الاحتراف يجب أن تتوافر عدة عوامل، بداية من المستوى المعيشي للاعبين من خلال تأطيرهم وحصولهم على راتب شهري وفقا لما هو معمول به في العقد الموقع، إضافة توافر المرافق والملاعب التي تسمح للجميع بالتركيز على العمل في الميدان فقط دون الحديث عن المشاكل الجانبية، إضافة إلى الجمهور الذي يجب أن يكون واعياً ويناصر بطريقة احترافية. وما الحل المناسب بحسبك؟ نحن الآن بعيدون كل البعد عن المعنى الحقيقي للاحتراف. لكي يتحقق ذلك، يجب أن يتوافر المحيط الخاص بكرة القدم على كل الشروط الأساسية من مراكز تكوين ومؤطرين وشركات رياضية ذات أسهم وتهتم بهذا الجانب فقط دون الطابع التجاري الآخر الذي نشاهده حاليا، بدليل أننا لازلنا هواة إلى حد الآن. كيف ترى احتجاج اللاعبين حول قرار تسقيف الأجور، لأنه لم يتم أخذ رأيهم في هذا الموضوع؟ لا نستطيع أخذ رأي اللاعبين حول هذا الموضوع لعدة أسباب منها، 70 بالمائة منهم ليس له مستوى دراسي كبير، كما أنهم لا يتمتعون بمهارات لعب عالية. ومن جهة أخرى، الاحتراف هو قضية اقتصادية وذهنية وليس تقنية ولهذا المسيرون لهم الحق في اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من الأمور التي لا تخدم الكرة. ما رأيك حول موضوع إنشاء نقابة للاعبين المحترفين؟ أنا شخصيا لا أؤمن بها لعدة أسباب أبرزها، عدم وجود شروط الضمان الاجتماعي في أغلب عقود اللاعبين، ورغم ذلك إلا أنهم يحصلون على حقوقهم من دون نقابة ولهذا علينا أن نقوم بالأمور الأساسية في الوقت من أجل تطبيق الاحتراف والباقي يأتي بصفة تلقائية. ما هي الحلول اللازمة، برأيك، للخروج من هذا الوضع؟ يجب أن نعيد التفكير في كل الأمور بداية من التكوين من خلال توفير المراكز الخاصة بهذا الجانب لكي ننطلق من قاعدة متينة، ولا يوجد حرج إذا عدنا إلى قسم الهواة لثلاثة مواسم أو أربعة، والعودة بقوة إلى الساحة الدولية لتشريف المشاركة الجزائرية، عكس ما هو عليه الوضع حاليا. وهنا نستطيع أن نتكلم على عالم الاحتراف الحقيقي.