شريان حياة جديد لشبكة النقل ببومرداس يشكّل مشروع كهربة وعصرنة خط السكة الحديدية الرابط بين الثنية ببومرداس ووادي عيسي بتيزي وزو أهم مشروع حيوي على الإطلاق تدعمت به الولاية خلال المخطط الخماسي، حيث من المنتظر أن يشكل شريان حياة جديدة لقطاع النقل وسكان الولايات الثلاثة، كما سيساهم بعد فتحه شهر نوفمبر القادم حسب تصريحات وزير القطاع عمار غول في فتح آفاق واسعة أمام المسافرين المتوجهين إلى العاصمة، انطلاقا من ولاية تيزي وزو لوضع حدّ لحالة المعاناة والعزلة التي دخلت فيها المنطقة لأكثر من عقدين من الزمن. كشف مدير النقل لولاية بومرداس حسين بن عثمان في لقاء مع «الشعب»، أن مشروع عصرنة وكهربة خط السكة الحديدية الرابط بين تيزي وزو والعاصمة مرورا ببومرداس، يحمل ثلاثة مشاريع أساسية مدمجة لتطوير وترقية شبكة النقل بالسكك الحديدية بالولاية ونحو الولايات المجاورة، ويتعلق الأمر بالخط الأول الرابط بين الثنية وتيزي وزو على مسافة 50 كلم، وهو المشروع الذي كلّف خزينة الدولة 600 مليون دينار أي 6 آلاف مليار سنتيم، حيث وصلت به نسبة الأشغال 45 بالمائة. كما ينتظر أن ينقل حوالي 160 ألف مسافر يوميا و150 مليون طن من البضائع سنويا تسهر على نقلها 8 عربات تضمن هذا الخط، كما يتشكّل المشروع الضخم حسب مدير النقل من 34 جسرا البعض منها يمتد على مسافة 632 متر وعلو 40 مترا على غرار جسر الناصرية وتادمايت، إضافة إلى نفقين كبيرين يبلغ طول نفق الناصرية 1534 متر، وهي أشغال عرفت نسبة متقدمة من الإنجاز، ولم يبق إلا وضع الأرضيات، خاصة وأن الدراسة المنجزة ألحت على إنجاز خطين داخل الأنفاق وفوق الجسور، كمشروع مستقبلي لإنجاز ازدواجية الخط. في حين، يشمل الخط الثاني من المشروع وفق مدير النقل لبومرداس ازدواجية خط الثنية - العفرون، حيث تمّ الانتهاء من الدراسة في انتظار عرضها وتحديد مؤسسات الانجاز، أما المشروع الثالث الذي سيدعم شبكة السكة الحديدية لبومرداس هو خط القطار السريع الرابط بين الثنية وبرج بوعريريج الذي انتهت دراسته مؤخرا. وفي سؤال عن المعترضين من أصحاب السكنات وملاك الأراضي التي يمر منها المشروع، كشف بن عثمان أن كل التعويضات المخصصة للمالكين قد تمّ تسويتها وهي في حسابهم الخاص بالخزينة العمومية، نافيا أن يكون هناك إجحافا في حق أصحاب الممتلكات إنما كان هناك تعويض عادل حسب ما ينص عليه القانون في هذا الشأن، في حين تمّ تحويل ملفات بعض المعترضين الذين حاولوا تعطيل المشروع نحو العدالة للفصل فيها وإخلاء سكناتهم بعد إجراء عملية التقييم القانونية على حدّ قوله. وجهز مشروع عصرنة خط السكة الحديدية الثنية تيزي وزو لضمان سير القطار بسرعة 160 كلم في الساعة، كما شمل العديد من المحطات التي يتم انجازها حاليا في كل من يسر، برج منايل والناصرية، بالإضافة إلى عدة مرافق ثانوية تخص محطات ومواقف الحافلات في اتجاه البلديات المجاورة، في حين تقوم الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة انجاز الاستثمارات في السكة الحديدية بعملية الإشراف على المشروع، الذي سلم لأربعة مؤسسات انجاز واحدة جزائرية، تركية، برتغالية واسبانية. مع الإشارة في الأخير، أن قطاع النقل بولاية بومرداس يشهد حركية شاملة لم تقتصر فقط على النقل بالسكك الحديدية، بل أن القطاع استفاد من عدة مشاريع جديدة تتمثل في 4 محطات للنقل البري، 9 محطات حضرية، و4 محطات أقطاب، كما كشف وزير النقل عمار غول في آخر زيارة له للولاية، أن محطة النقل الجديدة لعاصمة الولاية ستكون عبارة عن محطة جامعة تشمل كافة خدمات النقل بما فيها محطة للترامواي المنتظرة مستقبلا، مع وجود مشروعين لإنجاز محطة بحرية في كل من دلس وبومرداس بإمكانهما ربط الولاية بالعاصمة في إطار النظرة المستقبلية الشاملة لربط ولايات بومرداس، العاصمة، تيزي وز والعاصمة بشبكة حديثة لنقل المسافرين تشمل أيضا الميترو والترامواي.