أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة، أول أمس، على المجهودات الجبارة التي يقوم بها أفراد الجيش الشعبي الوطني وأسلاك الأمن لحماية الوطن في مناخ صعب للغاية وفي حرارة تفوق أحيانا ال 50 درجة مضيفا أنه «في الوقت الذي تغرس فيه قوى أجنبية فيروسات الكانتونية والطائفية وتسعى لتفكيك العديد من بلدان الجنوب والمنطقة العربية منها إلى دويلات مصطنعة، يعمل جيشنا على مواصلة التنمية المستدامة والمتوازنة والمتعددة لخلق الثروة وتجانس المجتمع الجزائري «. أوضح ولد خليفة أن من يحاول زرع شيطان الفتنة في المجتمع الجزائري الذي لا يوجد فيه تمييز على أساس العرق والطائفة لأن المقياس الوحيد هو «المواطنة» الجزائرية في إطار الحقوق والواجبات المعلنة في الدستور سيفشل كما فشلت الكولونيالية طيلة قرن وثلث فالجزائر واحدة موحدة كانت وستبقى كذلك إلى الأبد بحكم التجربة التاريخية ومنجزات ثورة التحرير. وذكر ولد خليفة بمناسبة اليوم الدراسي الذي احتضنه المجلس الشعبي الوطني حول «دور البحث العلمي في تطوير وعصرنة الجيوش» من باب الإنصاف بسعي الجزائر خلال نصف القرن الماضي ليكون لها «صفر مشاكل» مع بلدان الجوار العربي والإفريقي كما أن جيشها لم يخرج للاعتداء على أي بلد إطلاقا على الرغم من دسائس البعض من الجيران ومحاولاتهم الفاشلة لاقتطاع أجزاء من جسمها حيث ذهبت بهم الوساوس إلى التخوف من أن تكون الجزائر بروسيا التي ترعب المنطقة رغم انها لم تظهر أبدا أية نوايا أو أفعال عدوانية، مشيرا إلى أنها كانت دائما مناصرة للسلم والتعاون والحرية والحق والكرامة. وشدد ولد خليفة على ضرورة إعطاء البحث والتطوير العلمي العناية والأولوية اللازمتين مع توفير الميزانية الضرورية والشراكات المفيدة مع أطراف أخرى أجنبية يمكن أن تستفيد منها المؤسسة العسكرية عن طريق نقل وتوطين التكنولوجيا، ملحا على أن يتكون في معاهدها ومن أساتذة الجامعة نخبة من العلماء و الباحثين المعروفين بقادة الفكر والاستشراف والتحليل وأن يتحول مشروع ترقية البحث والتطوير والتأهيل في الجيش إلى مسألة وطنية تحظى بالاجماع مهما كانت المواقع وتعددت الأحزاب والحساسيات السياسية. وقال ذات المتحدث أن الجيش الوطني الشعبي يتوفر على مشتلة من النخبة من مستوى عال وبتعاون وثيق مع أساتذة مرموقين وخبراء من أعلى طراز ليكون لبلادنا جيش قوي لا يعتدي على أحد ولكن ويل لمن يحاول الاعتداء على الجزائر سيما وان قوة الردع تتطلب تلاحم الشعب مع جيشه وخوض سباق العلم والاختراع لأن الأخير بحد ذاته قوة. وأفاد رئيس المجلس الشعبي الوطني بأن المواطنين يجدون في الخدمة الوطنية مدرسة أساسية ترسخ المبادئ العليا للوطنية الجزائرية الصافية وتقديس الواجب والانضباط والنظام واتقان العمل، يقول «ما أحوج مجتمعنا لتعميم وترسيخ هذه المثل والسلوكات المستمدة من بيان الفاتح نوفمبر التاريخي المرجعية الدائمة للجمهورية الجزائرية ودولتها الوطنية». واعتبر ولد خليفة استمرارية الخدمة الوطنية مهما كانت مدتها ونوعها «مسألة حيوية» لشباب الجزائر من كل الطبقات خاصة بعد أن وفرت الدولة التعليم المجاني من المدرسة إلى الجامعة بل أضافت إلى ذلك المنح و التسهيلات والرعاية التي لا نجد مثيل لها في بلاد اخرى قريبة وبعيدة ولذلك فإن الخدمة الوطنية واجب ينبغي تأديته تجاه الدولة والوطن. وأبرز رئيس المجلس الشعبي الوطني حرص المؤسسة العسكرية وخاصة في السنوات الأخيرة على تكوين إطاراتها من مختلف المستويات والرفع من جاهزيتها بالتدريب المستمر والتحكم في التكنولوجيات والتركيز على البحث العلمي والنظري والتطبيقي في المجالات العسكرية والاستعداد لكل الاحتمالات في محيط مضطرب وعلى حدود شاسعة فيها بلدان تعصف بها أزمات خانقة، وبعضها يغوص في حرب أهلية أو على وشك الوقوع فيها، حيث تمركز بها الإرهاب العابر للحدود الذي حاول أن يعود إلى جنوبنا لتخريب مؤسسة اقتصادية في تقنتورين وكان جيشنا له بالمرصاد فلا مفاوضة ولا مساومة مع الإرهاب الغادر.