قررت مجموعة من المستثمرين الأجانب بالقطاع السياحي، بناء قرية سياحية بقرية «آيت عمرو أيوب» ببلدية أميزور، وهذا بعد الزيارة التي قادتهم إلى المنطقة، حيث سحروا بجمالها الخلاب الذي يسر الناظرين، وهو ما رحب به السيد مختار بوزيدي، رئيس بلدية أميزور، على اعتبار أن المشروع يكتسي أهمية بالغة للمنطقة، مضيفا أن المسؤولين المحليين أبدوا استعدادهم لتوفير كافة الوسائل اللازمة لمرافقة هذا المشروع، بعد الموافقة عليه من طرف الجهات المعنية. هذا وتعتبر ولاية بجاية وجهة للسياح الذين تغريهم مناظرها الطبيعية، حيث تستقطب سنويا آلاف القادمين إليها بحثا عن المتعة والاستجمام ولاستكشاف معالمها السياحية والتاريخية التي تزخر بها من داخل الوطن وخارجه. وتعد البئر التاريخية المتواجدة عند المدخل الجنوبي لمدينة بجاية والتي تلقب ببئر السلام، من بين أبرز المعالم التي ماتزال شاهدة على حقبة عظيمة مرت بها مدينة بجاية، التي كانت تلقب بالشمعة التي تنير العالم بعلومها، أين كانت وفود العلماء والمفكرين من كل صوب يتسابقون نحوها لتلقي العلوم والمعارف، حيث كانت مدينة 99 وليّا صالحا من علماء الدين المتصوفين، ولعل هذا ما أعطى لها مكانة منذ القدم. وتقول الروايات المقتبسة من أفواه السكان وحتى من كتب التاريخ، إن الزوار والحجاج العائدين من بيت الله الحرام يتوافدون على المدينة من جميع أنحاء المغرب العربي، يتوقفون أولا للوضوء والارتواء من مياههها العذبة إرواءً لعطشهم قبل دخول المدينة، حيث أنها كانت تلقب في تلك الفترة، بحسب رواية إبن العربي ب»مكة الصغيرة»، فعلى مرّ الزمن والتاريخ شهدت بجاية تعاقُب عديد الحضارات عليها ساهمت في التنوع الحضاري الذي تزخر به المدينة، والزيادة في موروثها الثقافي الغني الذي تتباهى به. وعند الدخول لمدنية بجاية، أبرز ما يقابل الزائر، ذلك الطود الشامخ الذي يعد مرقدا لأسطورة «يما قورايا» التي اختلفت الروايات بشأن تفسير سرّها الذي بقي لغزا حيّر العلماء والباحثين، وهذا ما جعله القبلة الأولى للزوار والمستكشفين الذين يأتون لزيارة الحصن الأسطوري ل»يما قورايا» الذي بناه الإسبان، ويقع على علو 672 متر عن سطح البحر، عبر مسالك ضيقة ومتعرجة.أما شواطئها فهي تمتد على مسافة تزيد عن 100 كيلومتر، من «كاب سيغلي» غربا، إلى «ملبو» شرقا والتي تضم 34 شاطئا محروسا.وتعتبر هذه الشواطئ الأجمل على المستوى الوطني، وهي بمثابة مواقع جذب سياحي، نظرا لتنوع تضاريسها من الجبال التي تعانق زرقة البحر، لتشكل طبيعة غاية في الروعة والجمال، كما توفر للمصطافين كل ما يحتاون إليه من عوامل المتعة والراحة والاستجمام. هذا وبالرغم من كل المقومات الطبيعية والسياحية التي تتمتع بها، إلا أنها مازالت لم تستغل بالشكل المطلوب، الذي يمكن أن يستفيد منها جميع فئات المجتمع بشكل دائم ومستمر.