استعرض أمس الأستاذ الجامعي لحسن زغيدي، دور هيئة الأركان العامة في جيش التحرير الوطني أثناء الثورة المجيدة وحسبه فإن هذا الموضوع مازال يحتاج إلى شهادات، مبرزا في ذات الشأن أن الثورة في بدايتها لم تندلع بجيش منظم ومهيكل، كما أن مناضلي جيش التحرير تكونوا في مدرسة المنظمة الخاصة، هذه الأخيرة قال الأستاذ أنشئت بغرض تحضير ضباط، وإطارات يقومون بدورهم بتكوين جيش منظم استعدادا للثورة. أكد لحسن زغيدي لدى تنشيطه لندوة تاريخية نظمتها جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع يومية المجاهد حول موضوع"تأسيس ودور هيئة الأركان لجيش التحرير الوطني أثناء الثورة" تكريما لأعضائها، أنه بعد مؤتمر الصومام سنة 1956 دخل جيش التحرير الوطني في مرحلة جديدة من التنظيم والهيكلة، بعد تجربة 20 شهرا من العمل العسكري الميداني لمناضليه المنحدرين من المنظمة الخاصة، وبذلك أصبح جيشا له رتب، قيادات وخريطة جغرافية. وأوضح الأستاذ الجامعي أن مؤتمر الصومام أعطى مفهوما جديدا للتنظيم الثوري، لم يسبق له وهو ناتج عن العمل الميداني الداخلي وغير مستلهم من النظريات الخارجية، كما أن المؤتمر في طبيعته عسكري ومن أشرف عليه قادة عسكريون باستثناء عبان رمضان الذي كان مدنيا. وأضاف لحسن زغيدي أنه خلال محضر مؤتمر الصومام، قسم جيش التحرير لأول مرة إلى فرق، فيالق، كتائب ومجموعات وحددت الرتب كما اتفق على أن تكون الرتبة الأولى هي الصاغ الأول أي ملازم عقيد، واتفقوا على جماعية الرأي وجماعية القرار. وأشار أستاذ التاريخ إلى أن التنظيم العسكري لجيش التحرير الوطني أخلط التنظيم العسكري لخريجي مدرسة "سانسير" الفرنسية، كون الثورة اعتمدت في إستراتيجيتها الحربية الميدانية على حرب العصابات الذي اتفق عليه منذ تأسيس المنظمة العسكرية السرية، لان طبيعة العدو تتطلب استعمال مثل هذا الأسلوب. وبالتالي أصبح جيش التحرير الوطني واقعا ميدانيا يعترف به عالميا. وقال أيضا أنه لأول مرة في التاريخ الفرنسي، يقع انقلاب عسكري على الدولة المستعمرة من الجزائر إلى باريس، بمباركة كل المدنيين الفرنسيين من مثقفين، إعلاميين وأحزاب، مما جعل فرنسا تستنجد بالجنرال شارل ديغول لإنقاذها، هذا الأخير وسع من المحتشدات لعزل الشعب عن الثورة والتي وصل عددها إلى 3426 محتشد.مما يدل على عظمة الثورة الجزائرية وإستراتيجيتها في التخطيط العسكري الذي أذهل العدوّ.