صدر كتاب بعنوان “نشأة جيش التحرير الوطني 1947 – 1954 لأستاذ التاريخ ب”جامعة الجزائر 2″ محمد لحسن زغيدي وأستاذ القانون ب”جامعة الجزائر1″ معراج أجديدي؛ سلطا فيه الضوء على ظروف نشأة جيش التحرير الوطني والدور الذي لعبه في تفجير ثورة التحرير الوطني. وجاء في مقدمة هذا الكتاب الصادر عن “دار الهدى”، أن تأسيس جيش التحرير الوطني “كان حلما ومطلبا من الحركة الوطنية منذ نشأتها وإعلانها عن هدفها المتمثل في استرجاع حرية الجزائر وسيادتها استكمالا لما أنجزته المقاومات الشعبية خلال القرن ال 19 وبداية القرن العشرين”. وتطرق المؤلفان إلى “حزب نجم شمال إفريقيا” الذي “دعا لإنشاء جيش وطني جزائري عام 1927 واستطاع غرس تلك الفكرة في سياق ثوري وطني سارت على ذلك الطلائع الأولى النضالية” ومنها حزب الشعب الجزائري. وفي القسم الأول من الكتاب الواقع في 175 صفحة؛ يؤكد “الأكاديميان” على أنه بعد مجازر 8 ماي 1945 بدأ التفكير الجاد في التخطيط للثورة بتكوين التنظيمات السرية، مؤكدين على وجود محاولات قبلها للتحضير لعمل ثوري مسلح ولكنها لم تصل لهدفها المنشود “بسبب الظروف الاستعمارية آنذاك والمحيط الدولي”. وأولى المؤلفان اهتماما كبيرا ل”المنظمة السرية” باعتبارها “النواة الأساسية لجيش التحرير الوطني، والوعاء الذي تكونت فيه الطلائع العسكرية الأولى لثورة التحرير الوطني”. ويعتبر المؤلفان أن قرار “حزب الشعب الجزائري” المشاركة في انتخابات المجلس الوطني الفرنسي في أفريل 1947 – تحت تسمية “حركة الانتصار للحريات الديمقراطية” – والتي زورها الفرنسيون؛ أحدث أزمة داخل الحزب ما أجبر زعيمه مصالي الحاج على عقد مؤتمر في فيفري 1947 “بهدف الحفاظ عليه”. من ناحية أخرى، يتحدث المؤلفان خصوصا عن الانقسامات التي طالت “حزب الشعب الجزائري” في أفق هذا المؤتمر، مشيدين بما قرره مصالي الحاج خلاله لما “أعاد وحدة الصف ووافق على إنشاء الجناح العسكري الذي يتولى تدريب المناضلين عسكريا وتكوينهم سياسيا”. ويضيف الكاتبان أنه في أعقاب هذا المؤتمر ظهرت أول منظمة عسكرية سرية أسندت قيادتها لمحمد بلوزداد، حيث اعتمد فيها على “تكوين عسكري عصري وتكوين عقائدي وتاريخي إلى أن بدأت في 1949 أولى عملياتها، إذ كانت تحضيرية لوقت اندلاع الثورة إلى أن اكتشف أمرها من طرف فرنسا فتم حلها”.