«بانزا» في مهمة صعبة لإقرار السلام بجمهورية إفريقيا الوسطىتنصب رسميا الرئيسية الانتقالية لجمهورية إفريقيا الوسطى «كاترين سامبا بانزا»، اليوم وتكون بذلك أول امرأة تتقلّد هذا المنصب الذي عرف الكثير من الاضطرابات منذ استقلال البلاد. وقد اختار أعضاء المجلس الوطني الإنتقالي (البرلمان) الاثنين «كاترين سامبا» من أصل ثمانية مرشحين قبلت ملفات ترشحهم لمنصب رئاسة المرحلة الانتقالية. وتحصلت «بانزا» على 75 صوتا في الدورة الثانية من الانتخابات التي تنافست فيها مع ديزيري كولينغيا نجل الرئيس الأسبق، والذي تحصّل على 53 صوتا، أي بفارق واسع تقدر ب22 صوتا. وقد شغلت «كاترين بانزا» البالغة 59 عاما من العمر منصب عمدة بلدية بانغي منذ مارس 2013، أي بوصول تحالف «سيليكا» إلى الحكم بعد الإطاحة بالرئيس «فرانسوا بوزيزي»، كما يعرف عن الرئيسة الانتقالية الجديدة لافريقيا الوسطى إطلاعها الواسع على الملفات السياسية في البلاد، وكذا نشاطها في مجال حقوق الإنسان. شرعت (بانزا) في اليوم الموالي لانتخابها في المشاورات بمقر إقامتها الرسمية من أجل إختيار الوزير الأول الذي سيقود الحكومة الإنتقالية التي ستضم 18 وزيرا غير حزبيين، أي حكومة تكنوقراطية خالصة بمهلة 12 شهرا من أجل الذهاب إلى الإنتخابات التي يعوّل عليها لإنهاء الأزمة وفتح صفحة جديدة في البلاد. وقد وجهت الرئيسة الجديدة في كلمة وصفت بالتصالحية، نداء إلى الميليشيات المسلحة المسيحية وعناصر تحالف سيليكا تدعوها فيه إلى وضع السلاح والانخراط في المرحلة الإنتقالية التي تقودها، كما أعلنت «بانزا» أنها ستعمل مع القوة الإفريقية (مسيكا) والمنظمات الإنسانية من أجل إعادة الآلاف من النازحين إلى مناطقهم ومنازلهم، وأكدت أن أولويتها في هذه العهدة الانتقالية، هي إعادة السلم إلى البلاد والطمأنينة إلى قلوب مواطنيها المسكونين بهاجس الخوف. على كل المهمة التي تنتظر الرئيسة الجديدة لإفريقيا الوسطى مثقلة بالمشاكل والعراقيل ويكفي أن مرتبات الموظفين لم تدفع منذ 4 أشهر بسبب غيب الإدارة، ولكن مع ذلك يبدو أنها ستلقى دعما دوليا معتبرا قد يكون بحجم ترحيب المجتمع الدولي بانتخابها.