اعتبر المجتمع الدولي انتخاب كاترين سامبا بانزا رئيسة انتقالية لجمهورية أفريقيا الوسطى مناسبة لإعادة اطلاق العملية الانتقالية فى البلاد تكون مهمتها الرئيسية إخماد أعمال العنف الدائرة منذ 13 شهرا. ورحب الامين العام للامم المتحدة بان كى مون بانتخاب سامبا بانزا رئيسة انتقالية لجمهورية افريقيا الوسطى متمنيا أن يمثل هذا الانتخاب مناسبة لاعادة اطلاق العملية الانتقالية فى البلاد مؤكدا على ان تغيير القيادة فى جمهورية أفريقيا الوسطى يتيح فرصة هامة لاعادة العملية الانتقالية الى مسارها. و أشاد الامين العام بقرار الاتحاد الاوروبى دعم القوة الدولية للمساندة فى البلاد بقيادة أفريقية معربا عن أمله فى حصول مساهمات سخية خلال موتمر المانحين للقوة الدولية فى أفريقيا الوسطى الذى ستستضيفه أديس أبابا فى الاول من فيفرى. من جهته دعا الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند كاثرين سامبا بانزا الى بذل كل الجهود من أجل اتمام المصالحة وتحقيق التهدئة اللازمة تمهيدا لاجراء انتخابات ديمقراطية مؤكدا مجددا وقوف باريس الى جانب جمهورية افريقيا الوسطى فى هذه المهمة الصعبة. و انتخب امس الاثنين نواب البرلمان المؤقت البالغ عددهم 135 نائبا كاترين سامبا-بانزا عمدة العاصمة بانغي لتكون الرئيسة المؤقتة من قائمة تضم ثمانية مرشحين. و فازت سامبا بانزا التي سوف تكون أول رئيسة للبلاد في جولة إعادة أمام ديزاير كولينجبا وهو نجل الرئيس السابق. وسوف تكون أول مهمة تقوم بها في المكتب تعيين رئيس وزراء جديد وحكومة تتولى إدارة شؤون البلاد حتى الانتخابات قبيل نهاية العام الجارى. وكانت بنزا قد حلت فى المقدمة فى الجولة الاولى لانتخابات المجلس الوطنى الانتقالى (برلمان مؤقت) لانتخاب رئيس لجمهورية افريقيا الوسطى يخلف ميشال جوتوديا الذى اضطر الى الاستقالة فى العاشر من جانفى الجارى لعجزه على وضع حد للمجازر الطائفية. -ارساء الامن التحدي الكبير للرئيسة الجديدة- و تواجه الرئيسة الجديدة لافريقيا الوسطى تحديا كبيرا في مهمتها الصعبة لاحلال السلم في البلاد و امام تردي الاوضاع الامنية دعت سمبا بنزا فى نداء ملح الاطراف المتنازعة الى القاء السلاح بعد أشهر من أعمال عنف طائفية دامية اودت بحياة بحياة ما يقرب من 600 شخص و فرار الآلاف إلى البلاد المجاورة تشادوالكاميرون. ووجهت بنزا أول امرأة فى تاريخ افريقيا الوسطى تتولى هذا المنصب فى كلمة أمام البرلمانيين نداء حارا للميلشيات و الجماعات المسلحة فى بلادها لالقاء السلاح وقالت "أوجه نداء حارا لالقاء السلاح من اجل وقف معاناة الشعب واستعادة الامن وسلطة الدولة على كافة أراضيها". كما ستعمل سامبا بانزا على تشغيل الادارة والسماح لمئات الاف النازحين بالعودة الى ديارهم في ظل استمرار اعمال العنف الطائفية رغم وجود 1600 جندى فرنسى وقرابة 5000 من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقى. - اوضاع انسانية صعبة في ظل استمرار اعمال العنف- تعيش افريقيا الوسطى اوضاعا انسانية متردية جراء استمرار اعمال العنف الدامية وأعلن برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة في هذا الصدد أنه نظرا لانعدام الامن يصعب عبور الحدود و ايصال المساعدات للمحتاجين. و بغرض ايصال المساعدات الانسانية للنازحين الذين يعيشون اوضاعا صعبة بعد استنفاذ مخزون البرنامج الغذائي , قالت دينيز براون المديرة الإقليمية للبرنامج إن البرنامج يخطط كملاذ أخير إقامة جسر جوي من مدينة دوالا (الكاميرون) إلى مدينة بانغي. و قرر البرنامج إعطاء الأولية لتوزيع تلك المساعدات في مطار بانغي حيث يتواجد هناك نحو 100 ألف نازح وسيتم توزيع مساعدات أخرى في مدينة بوسانجوا بشمال غرب البلاد و دعا كافة أطراف النزاع إلى السماح بالوصول الآمن ودون عوائق للعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية. و بغية تعجيل عملية الاغاثة بهذا البلد صادق مجلس حقوق الإنسان امس بجنيف على قرار يدعو إلى "الوقف الفوري" لانتهاكات حقوق الإنسان في جمهورية إفريقيا الوسطى و أدان في هذا القرار"بشدة الانتهاكات و الاعتداءات المتواصلة والممنهجة لحقوق الإنسان التي ترتكبها جميع الأطراف ويؤكد أنه ينبغي تقديم مقترفي أي انتهاكات واعتداءات إلى العدالة". و في رسالة موجهة للمجلس دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى "تدخل فوري و متشاور بشأنه" في جمهورية إفريقيا الوسطى معبرا عن أسفه لكون "حالة من الخوف تجتاح البلاد التي انهارت". يشار الى ان أعمال العنف الوحشية في المستعمرة الفرنسية السابقة اندلعت منذ أن قام تحالف المتمردين (سيليكا) بالإطاحة بالرئيس فرانسوا بوزيزيه مارس الماضي مسند الحكم لميشال دغوتوديا كأول رئيس تقليدي مسلم للبلاد ومنذ ذلك الوقت أثارت ميليشيات سيليكا العنف بين المسلمين والمسيحين بالبلاد و نظرا لانتشار العصابات المسلحة في البلاد فضل الدبلوماسيون الأوربيون أن تكون القوات المرسلة مدربة على أعلى مستوى للقدرة على مواجهتهم.