يطالب سكان عديد القرى التابعة لبلدية تادميت، التي تبعد بحوالي 18 كلم غرب مدينة تيزي وزو، بالغاز الطبيعي لإنهاء معاناتهم مع رحلة البحث عن قارورات غاز البوتان، حيث طالب السكان بإدراج منطقتهم للاستفادة من خدمات هذه المادة، لتوفر الحياة الكريمة للسكان، خاصة في فصل الشتاء. فقرية حيدوسة، أث معمر، ثالة مالك، أث اسماعيل من بين القرى التي يبحث سكانها يوميا عن قارورات غاز البوتان، ما يجعلهم يعيشون حياة صعبة، حيث يعد الاحتطاب الوسيلة الوحيدة للتدفئة، كون المنطقة تسجل انخفاضا كبيرا في درجة الحرارة، نظرا لموقعها الجغرافي، إذ يصل علوها إلى 800 متر، ما يجبرهم البحث عن الحطب في الغابات المجاورة. وقد أعرب أحد المواطنين عن تذمّره إزاء ندرة هذه المادة التي أصبحت ضرورة من ضروريات الحياة اليومية. وما أثار استياء هؤلاء، أن القرى المجاورة للبلدية قد تم ربطها بقنوات الغاز، فيما أقصيت منطقتهم. وبحسب ذات المتحدث، فقد التمس السكان من السلطات المعنية إدراج القرى الثلاث ضمن توزيع غاز المدينة، لكن دون جدوى. مضيفا أنهم لن يعدلوا عن طلبهم هذا حتى تأخذ السلطات طلبهم بعين الاعتبار. انعدام الغاز من بين النقائص التي تجعل حياة هؤلاء المواطنين معقدة، خاصة وأنهم يعتمدون على الحطب بالدرجة الأولى، حتى في طهو الوجبات الغذائية، إذ يتوجهون إلى أعالي جبال سيدي اعلي بوناب القريبة منهم لجلب الحطب، رغم أن هذه الغابة خطرة، كونها الجماعات الإرهابية متمركزة بها من جهة، ومن أخرى لكونها غابة ملغمة، حيث سجلت المنطقة في كثير من الأحيان حوادث خطرة مثلما كان الحال منذ حوالي 10 أيام عندما انفجرت قنبلة ملغمة على شابين خلال عملية جني الزيتون وتسبّبت لهم في جروح خطيرة. ورغم ذلك، فهم مضطرون للتردد على هذه الغابة لجلب الحطب لاستعماله ليس فقط في التدفئة ولكن حتى في طهو الطعام لأن قارورات غاز البوتان غير متوفرة في هذه القرى التي لا تتوافر لا على المحلات التجارية ولا على نقاط بيع الوقود. ولا تتوقف معاناة السكان عند هذا الحد، بل جلب قارورة غاز البوتان يمثل هاجسا آخر أقلق حياة قاطني قرى تادميت، أين يستوجب عليهم كراء سيارة من أجل نقلها، كون نقاط البيع قليلة بالمنطقة وتبعد بحوالي 15 كلم عن بيوت السكان، ما يجعلهم يدفعون مقابلها ثمنا باهظا. وما زاد الطين بلة، أن القرى الثلاث تعاني مشكل النقل، بعد أن هجر السكان منازلهم بسبب غياب الأمن، حيث عانت من ويلات الإرهاب لعشرية كاملة، ما جعل النقل يسجل ضعفا كبيرا بالمنطقة. فإذا كانت العديد من قرى تيزي وزو قد استفادت، منذ بداية الشتاء الحالي، من الغاز الطبيعي، إلا أن هذه القرى الثلاث لم يتم برمجتها وسيظل الغاز الطبيعي بالنسبة لهم حلما يراودهم منذ سنوات، لذا يطالبون من السلطات بضرورة النظر في مشاكلهم وإدراج منطقتهم مع تلك التي ستستفيد من خدمات الغاز وتوديع الهواجس الناجمة عن افتقارهم لهذه المادة الضرورية.