أكدت الدكتورة زدومي فايزة، مختصة في أمراض الكلى، في حوار أجريناه معها، أن 80 % من الإصابة بمرض متلازمة الانحلال الدموي اليوريمي تكون لدى الأشخاص الراشدين، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 30 إلى 40 سنة، أما نسبة 20 % خاصة بالأطفال، موضحة أن التكفل بالمرضى المصابين بهذا المرض يتطلب وجود أطباء مختصين يملكون الكفاءة العالية في تشخيصه. الشعب: ماهو مرض الانحلال الدموي اليوريمي؟ الدكتورة زدومي: مرض وراثي ناتج عن اختلال في الجينات يترجم في اضطراب على مستوى الجهاز المناعي وبسبب هذا الاختلال المزمن تتأذى الكريات الدموية الحمراء والصفائح وتصبح غير قادرة على المقاومة والبقاء لفترة طويلة، فعوض أن تؤدي المناعة وظيفتها المتمثلة في حماية الخلايا، فهي تعمل على تدميرها، إلا أن المرضى في هذه الحالة يمكنهم العيش بصفة عادية ولكن عند الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية يصبح جسم الإنسان غير قادر على المقاومة فتظهر بعض أعراض الداء. ما هي أعراض هذا الداء؟ تظهر أعراض الإصابة بمرض متلازمة الانحلال الدموي اليوريمي عند دخول البكتيريا لجسم الإنسان ما يؤدي للشعور بالتعب الشديد وارتفاع في درجة الحرارة والاصابة بفقر الدم، هذا الأخير الذي لا يمكن معالجته بالادوية ولكن من خلال عملية نقل الدم، بالرغم من سلبياتها الكثيرة، لأنها لا تعتبر الحل الأمثل لعلاج فقر الدم. علما أن عمليات نقل الدم في الحالات الاستعجالية تسببت كثيرا في إصابة بعض المرضى بالتهاب الكبد الفيروسي «س» وفيروس فقدان المناعة المكتسبة، نظرا لغياب رقابة وعدم القيام بتحليل الدم المتبرع به. ولعل العامل المسبب لمتلازمة انحلال الدم اليوريمية، هو تضرر في جدار الأوعية الدموية الصغيرة في الكلى، ونتيجة لهذا التضرر تتشكل تخثرات دم صغيرة، تجذب إليها الصفائح الدموية وتتضرر كريات الدم الحمراء المنتقلة في هذه الأوعية وتتحلل. كيف يمكن أن نتأكد من الإصابة؟ بعد أن يقوم الطبيب بفحص المريض من المفروض أن يتأكد من وجود انحلال الدم وانسداد الأوعية الدموية وعدم قيام الكلى بوظائفها الرئيسية ونقص الصفائح الدموية، ففي هذه الحالة يمكن القول إن الشخص مريض بمتلازمة الانحلال الدموي اليوريمي، كما أن قيام الطبيب باختبار القابلية الوراثية والمناعة ضروري لتشخيص الداء، لأنه في حالة اكتشاف وجود أفراد من العائلة سبق وأن أصيبوا بالداء تسهل عملية الفحص ويصبح الطبيب قادراً على توجيه المريض والتكفل به، كون المرض نادرا ووراثيا. ويعتمد تشخيص متلازمة الدم اليوريمية على المقاييس، على غرار فقر الدم الانحلالي وبقايا كريات دم حمراء في لطاخة الدم، وقلة الصفيحات وقصور الكلى «درجات مرتفعة من اليوريا والكرياتينين في الدم». ومن الممكن ان تكون نتائج فحص البول ضئيلة بسبب قلة كريات الدم الحمراء وإفراز بروتين مكثف. ماهي أهم المضاعفات الخطيرة المصاحبة للمرض؟ متلازمة الانحلال الدموي اليوريمي له مضاعفات كثيرة، أخطرها تتمثل في الاصابة بالقصور الكلوي وفقر الدم المزمن الناتج عن تحطم الكريات الدموية الحمراء وتحرر الهيموغلوبين منها. وبسبب تحلل الكريات الدموية الحمراء، تحدث حالة من قلة الصفائح وفقر الدم، وتؤدي الاصابة في الاوعية الدموية لتطور قصور في الكلى. كيف يتم علاج المرض؟ علاج المرض يكون عن طريق جلسات العلاج المتمثلة في «بلاسما فيريز» التي يتم فيها التخلص من السموم المتواجدة في الجسم وإزالة المؤثرات على الجهاز المناعي، لكن في بعض الحالات الأخرى يتطلب الامر تناول الادوية لحماية الكريات الدموية الحمراء والصفائح. كما أن احتمالات الشفاء من هذه المتلازمة كبيرة، إذ أن أكثر من 90% من المرضى المصابين بالمتلازمة، في أعقاب الإصابة بالإسهال، يجتازون المرحلة الحادة من المتلازمة. أما الباقون فيحتاجون علاجا دائما بسبب قصور الكلى. كما يحتاج الأشخاص الذين شفوا من المرض الى البقاء تحت إشراف طويل الأمد، وذلك بسبب المضاعفات الأخرى كفرط ضغط الدم، قصور الكلى المزمن وإفراز البروتين مع البول بصورة مكثفة. ويتطلب التكفل بالمرضى وجود أطباء مختصين وكفاءة عالية في تشخيص الأمراض النادرة.