كشف رئيس المجلس الشعبي البلدي للجزائر الوسطى، عبد الحكيم بطاش، عن مشروع إنجاز 24 نقطة لدفن النفايات في عدد من الأحياء التابعة للبلدية بكلفة 4،8 مليار سنتيم، وهي عملية تتم بالتعاون مع مؤسسة التنظيف «نات – كوم» في إطار اتفاقية مبرمة من الطرفين. تواجه العاصمة إشكالية تسيير النفايات، وهو واقع لا يمكن نكرانه، غير أن تدهور نظافة المحيط في هذه البلدية التي يصل عدد سكانها إلى 65 ألف ساكن، بلغت مستوى لا يمكن تقبله خاصة وأن الجزائر الوسطى تمثل واجهة البلد، وهذا ما يتطلب اتخاذ إجراءات عملية لتخليصها من « الأوساخ « التي تحيط بها من كل جانب، وزاد الوضعية سوءا تراكم بالأطنان النفايات الناجمة عن الأشغال التي يقوم بها المواطنون من أجل توسيع سكناتهم الضيقة. هذه الوضعية توقف عندها، أمس، رئيس بلدية الجزائر الوسطى الذي نزل ضيفا على «الشعب»، وقد أرجع تدهور البيئة بها إلى «غياب الحس المدني للمواطن بالدرجة الأولى»، الذي تراجع عنده وبشكل كبير الاهتمام بنظافة محيطه الذي يعيش فيه، بل أصبح يساهم بشكل كبير في تدهوره، من خلال عدم احترام أوقات رمي النفايات المنزلية، بالإضافة إلى تراجع دور الحركة الجمعوية ولجان الأحياء في هذا المجال. بصراحة كبيرة، تحدث بطاش عن هذا الواقع «المقزز» والمثير للتساؤل في نفس الوقت، فالإمكانيات المادية والبشرية التي تتوفر عليها بلدية الجزائر الوسطى تعادل تلك التي تمتلكها بلدية باريس، غير أن الأولى تعاني من عدم تمكنها من تسيير مخلفات منازلها، ما جعل مشروع « الجزائر بيضاء « يعرف بطئا وتعثرا في تجسيده. قال بطاش إن بلدية الجزائر الوسطى، تعمل في إطار اتفاقية مع مؤسسة «نات كوم» لجمع النفايات ونقلها إلى مراكز الردم التقني، لكنها اتخذت في ذات الوقت تدابير احترازية في حالة ان الشاحنات المخصصة للعملية لم تأت لنقل المخلفات، من خلال اقتناء شاحنات بأجهزة كنس الكترونية، وأخرى محملة بصهاريج المياه لتنظيف الأرصفة. الاهتمام بنظافة المحيط لا يقتصر على تسيير النفايات فحسب كما ذكر بطاش، وإنما يمتد إلى الجانب الجمالي، الذي يعيد للعاصمة رونقها الذي فقدته من أزيد من عشريتين من الزمن بفعل الإهمال، ويتعلق الأمر بإعادة تهيئة المساحات الخضراء، والحدائق التي تعد متنفسا لسكان الجزائر الوسطى، من الاختناق الذي يسببه التلوث الناجم عن دخان السيارات. وأعلن بطاش في هذا الصدد عن الشروع في تهيئة الحدائق التي تحيط بالبلدية ويتعلق الأمر بحديقة الحرية، « بيروت» « تيفارتين» ،»صوفيا»، « خميستي» وحديقة براهيم، التي تم اكتشاف روعتها مؤخرا، والتي تشبه إلى حد كبير حديقة بوشاوي على حد ذكره، وقد كلفت العملية مبلغ قدره 368 مليون دج. كما ركز بطاش على عامل التحسيس لجعل المواطنين ينخرطون بصفة طوعية في مسعى تخليص البلدية من النفايات والسلوكات السلبية التي ساهمت في تشويه المحيط، مفيدا بأن هذا العمل يتم بالتعاون مع لجان الأحياء وجمعية «القلعة» التي تنشط في مجال حماية البيئة.