تعمل بلدية الجزائر الوسطى على تطبيق تعليمات والي ولاية العاصمة بحذافيرها وفي الأوقات المطلوبة، خاصة إذا ما تعلّق الأمر بموضوع النظافة؛ حيث تعمل السلطات المحلية على تغيير المدينة؛ من ملوّثة إلى مدينة نظيفة عن طريق تطبيق سياسة دفن النفايات، التي خصصت لها مبلغا ماليا يقدَّر ب 4,8 ملايير، وأجبرت المواطن على احترام مواقيت إخراج القمامة. كما تعمل البلدي على الإسراع في مخطط تجميل العاصمة، تبليط الأرصفة وتهيئة واجهات المحلات، حسبما أكده المسؤول الأول في البلدية السيد عبد الحكيم بطاش في منتدى يومية "الشعب". وأكد السيد عبد الحكيم بطاش أن بلديته التي تضم 65 ألف ساكن، تعيش استقرارا كبيرا بين المنتخبين المحليين، مما يساعد على العمل في أجواء مريحة وتقديم الأفضل للمواطن العاصمي، حيث أوضح هذا الأخير في ندوة صحفية عقدها أمس بمقر جريدة الشعب، أن محور النظافة سيكون له الأولوية في البرنامج المسطر خصوصا بعد التعليمات الصارمة التي قدّمها الوالي الجديد عبد القادر زوخ، مؤكدا أنه سيعتمد على الطريقة المنتهجة في الدول الأوروبية مثل إسبانيا وفرنسا، لإنجاز مرادم الدفن على مستوى 24 نقطة، وهذا لتسهيل العمل على مؤسسة رفع النفايات المنزلية "نات كوم"، التي ترفع النفايات مرة واحدة ليلا، وستكون انطلاقة التجربة بحيّي بليلي وكريم بلقاسم. وشدّد رئيس المجلس الشعبي البلدي على الالتزام بعامل الوقت لإعادة الوجه الحقيقي للعاصمة؛ من خلال تجسيد العديد من المشاريع المحلية المسطرة، والتي ستكون محل مراقبة من طرف والي العاصمة، الذي قال عنه إنه "رجل ميدان، ولا يسمح بأي تهاون"، مشيرا إلى أن العاصمة أصبحت عبارة عن ورشة مفتوحة مع انطلاق أشغال تبليط الأرصفة انطلاقا من حي طقارة، تليملي، وصولا إلى شارع العربي بن مهيدي وعسلة حسين، وأنه لا بد أن تنتهي الأشغال في ظرف شهرين؛ لذا سيتم العمل بدون توقف، وبطريقة عصرية حديثة؛ اعتمادا على مادة "الغرانيت" بدل البلاط العادي، إذ يقدَّر المتر الواحد ب 7 آلاف دينار جزائري، مشيرا إلى أن العمل سيكون متقنا، ويُمنع منعا باتا حفر الأرصفة في المستقبل، حيث راسلت البلدية المواطنين منذ شهرين للقيام بأي عملية لإدخال الغاز أو الكهرباء، وانتهت المهلة المقدَّمة. أما مؤسسات ولاية العاصمة فأمرها الوالي بالعمل في وقت واحد. وأشار السيد بطاش إلى أن بلدية الجزائر الوسطى ستعمل أيضا على تجسيد مشروع "الجزائر لا تنام"؛ أي إحياء العاصمة ليلا، تهيئة واجهات المحلات التي انطلقت في تطبيقها ووضعت دفتر الشروط من خلال تزيينها بنفس ألوان العمارات، لتصبح ذات شكل متناسق، والقضاء على ظاهرة المكيّفات الهوائية، مفيدا بأن أشغال هذا المشروع بلغت 95 بالمائة، يقول نفس المصدر، مضيفا أن البلدية واجهتها بعض الصعوبات في البحث عن المقاولين، وتعتمد على مقاولة واحدة تعمل على مستوى ساحة البريد المركزي. أما الأشغال التي ستنطلق بحي كريم بلقاسم وعسلة حسين فسيتم التعاقد مع مؤسسات إسبانية لاستكمالها. كما تعمل سلطات الجزائر الوسطى على القضاء على كل النقاط السوداء، مثل الزحمة المرورية، تشييد البنايات على الأسطح، ترميم البنايات الهشة ودفن الكوابل، إلى غير ذلك. واستحسن السيد عبد الحكيم بطاش المبادرة التي قام بها والي ولاية العاصمة، الذي طالب المسؤولين بتقديم لائحة الطلبات على مستوى 57 بلدية. وقدّمت بلدية الجزائر الوسطى مجموعة من الطلبات للحفاظ على العاصمة نظيفة، منها توظيف أعمال النظافة، شاحنات صغيرة للكنس (ميكروبان)، سيارة إسعاف و5 دراجات نارية لمراقبة النظافة في مختلف الأحياء. وقدّم رئيس المجلس الشعبي البلدي تعليمة لمنع رمي بقايا البناء، واقترح على المواطن دفع مبلغ رمزي يقدَّر ب 50 دينارا، لتمر الشاحنة ليلا لنقل أكياس البقايا. كما اقترح نفس المسؤول القيام بالحملات التحسيسية على مستوى المدارس، المساجد، وسائل الإعلام ولجان الأحياء، وتعليق لافتات في مداخل العمارات للحفاظ على نظافة البيئة. وطالب السيد بطاش بتدخّل مصالح الأمن أو فرض أي قانون لمنع المتسولين والمتشردين وباعة الذهب الفوضوي على مستوى شوارع العاصمة، والقضاء على هذه الظواهر في إطار قانوني، مشيرا إلى أنه قام بعدة مراسلات للأمن الوطني لطرد باعة الذهب الفوضويين، لكنهم يعودون في كل مرة. أما المتشردون فرفضوا الالتحاق بالمراكز المخصصة لهم، ووجدوا دعما من طرف الجمعيات الخيرية التي تساهم في انتشار هذه الظاهرة، وتقوم بتقديم الوجبات الساخنة والأفرشة؛ وهذا ما يعرقل برنامج البلدية في الحفاظ على بيئة نظيفة. وفي الأخير، أوضح المصدر أن بلدية الجزائر الوسطى خصصت مبلغا ماليا يقدَّر ب 368 مليون سنتيم لتهيئة الحدائق العمومية، منها حديقة مورين يون، ليبرتي، سيدي ابراهيم بتليملي، صوفيا، خميستي وتيفاريتي، بالإضافة إلى إعادة تهيئة ملاعب الأطفال بحي بن بولعيد وحي سونلغاز، علما أن الأشغال انطلقت، وستنتهي في ظرف شهر واحد.