أعاب الباحث في التراث الموسيقي عبد القادر بن دعماش عدم الاهتمام بالتراث الموسيقي الجزائري من قبل الباحثين، مشيرا إلى أن الدولة مقارنة بالباحث أولته عناية نوعا ما من خلال ديوان حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، والذي جعل من التراث الموسيقي من صلاحياته، غير أن ذلك حسبه يبقى غير كاف. وأشاد الباحث عبد القادر بن دعماش ضمن منبر "ضيف الشعب" بدور "اليونسكو" في حماية التراث الموسيقي على المستوى العالمي، مشيرا إلى أن الجزائر كان لها الدور الكبير في ذلك، حيث تعتبر أول بلد وقّع على اتفاقية حماية التراث اللامادي، وبالتالي يضيف ساهمت في دخول موسيقى "أهاليل" إلى العالمية، كما قامت مؤخرا وزارة الثقافة بإدراج "الأمزاد" ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، والذي أصبح آلة موسيقية عالمية، واعتبر المتحدث جهود اليونسكو فرصة لإقامة مهرجانات عالمية جزائرية في دول أوروبية، أو العكس باستضافة مهرجانات عالمي في الجزائر تحت رعاية اليونسكو.وطالب المتحدث بضرورة التعريف بهذه الآلة الموسيقية وغيرها من خلال كتاباتنا وأفلامنا، مشيرا إلى أن ذلك سيفتح المجال لتسليط الضوء على تراثنا وثقافتنا بطريقة غير مباشرة، وإبراز التواجد الجزائري القديم. وبخصوص تدوين التراث الشفهي والعمل على استرجاع الأرشيف الموسيقي، قال بن دعماش إن التدوين في طور الانجاز، مؤكدا بأن التراث الشفهي لم يتم الحفاظ عليه كما ينبغي إلى غاية 2006 2007، حيث انطلقت عملية تسجيله من جديد، وهي المهمة التي كان قد قام بها محمد الصديق بن يحي وزير الإعلام والثقافة خلال 1967، وهي الفترة الفنية الزاخرة في الجزائر حسب بن دعماش التي شهدت توظيف التراث الموسيقي بأنواعه من خلال المهرجانات التي عرفت مشاركة مختلف الأجيال.وأضاف بأنهم لم يعتنوا كما ينبغي بهذا التراث المتواجد في الأرشيف التلفزيون الجزائري المتواجد ببئر خادم، معيبا في ذات السياق على غياب "مؤسسة خاصة لحماية الأرشيف التراث الموسيقي".وأشار إلى أن عملية التدوين بدأت خلال تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية"، حيث يقول "قمت شخصيا بتدوين التراث الموسيقي وجمعه وتصنيفه في 35 علبة"، مؤكدا بأنه جمع أعمال كبار الفنانين كالعنقى والصادق بجاوي وعيسى الجرموني في أقراص مضغوطة، وكل قرص مرفوق بكتاب يتضمن كلمات أغاني ذلك الفنان، مشيرا إلى أن ذلك سيسمح بتوفير موسوعة لذلك النوع الموسيقي، وأكد بأن وزارة الثقافة بدورها خصصت ما يقارب ال50 علبة تحتوي على أعمال كبار الموسيقيين بهدف الحفاظ على تراثنا.