تتواصل بالمتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر «ماما» بالعاصمة فعاليات الطبعة ال4 للمهرجان الوطني للتصوير الفني، تحت شعار «شظايا طفولة»، حيث تزين بهو المتحف بما يقارب ال90 لوحة فنية، أبدع فيها 14 مصورا جزائريا من مختلف جهات الوطن. اختار مصورون من محترفين وهواة وإعلاميين التجول في عالم الطفولة، بمختلف تناقضاته، حيث أبدعوا في تقديم صور صادقة عن البراءة، والتي التقطت من مختلف جهات الوطن، مبرزين عفوية الأطفال وسلوكياتهم اليومية. بعيدا عن المألوف، فقد كان لهذا المعرض بصمته الخاصة، حيث جلبت صور الأطفال انتباه كل من كان حاضرا في بهو المتحف، صور تجعل الناظر إليها يغوص في عالم البراءة، ويعيش اللحظات التي يعيشها الطفل داخل الصورة، سواء كان ضاحكا أو حزينا أو يعيش في عالم خاص به لمفرده أو مع عائلته، وعل سبيل المثال نجد أحد المصورين يقدم الواقع المعيش للأطفال الرحل الذين يعانون مشقة الذهاب إلى المدرسة التي تبعد عن مقر سكناهم بآلاف الكيلومترات، ومصور ثاني يقدم حياة الأطفال القاطنين بالأحياء العتيقة، وآخر اختار تصوير أطفال المخيمات بالصحراء الغربية. وإلى جانب أعمال المصورين، تزين متحف «ماما» أيضا ببورتريهات من إنجاز «استديو فوديت»، واحد من الاستوديوهات العريقة المتواجدة بالعاصمة منذ سنة 1947، حيث تشمل البرورتريهات صورا لأطفال يبرزون عادات وتقاليد الجزائر من خلال الألبسة التقليدية التي يرتدونها، ليعود بنا إلى الطفولة العاصمية. من جهة أخرى شهد المهرجان الوطني تكريم فنانان كانت لهما بصمتها في عالم الصورة الفوتوغرافية، على غرار محمد عبد العزيز المدعو فيصل أو عاشق الجنوب، الذي وافته المنية في شهر ديسمبر عام 2013 بتمنراست، حيث أبدع في تصوير أروع المناطق بالجنوب الجزائري، اختيرت ستة من أعماله المنجزة لذات السنة، تصور بعضها بالأبيض والأسود أطفالا من منطقة الأهقار، يرتلون القرن الكريم، وصورة أخرى تحمل عنوان: «طفل من تراكفت»، تُظهر فتاة صغيرة مبتسمة، بين ذراعيها جديا، كما تم تكريم الفقيد احميدة غزالي، حيث كانت أعماله الفنية حاضرة والتي صور فيها الحياة اليومية للأطفال الفقراء بفرحها وحزنها.