تحتضن قاعة ”الموڤار” إلى غاية 29 جوان الجاري، معرضا للصور الفوتوغرافية خاصا بموضوع الطفولة، من توقيع الفنان أونار مروان. المعرض أقيم في إطار الاحتفال باليوم العالمي للطفولة، ويبرز عالم الطفولة في الجزائر، كما يقف عند بعض المظاهر والمخاطر التي تهدد البراءة في بلادنا. في إحدى الصور، تظهر برعمة صغيرة تحتفل بعيد طفولتها وهي ترتدي ألوانا مزركشة وتلبس قبعة مهرج، تتزاحم الخطوط والألوان على وجهها البريء، وإلى جانبها صورة من الأرشيف لفتاة جزائرية من سنوات ثورة التحرير تعيش البؤس في أحد المخميات على الحدود، وكأن المصور أراد أن يبرز التطور الإيجابي الذي عرفه عالم طفولة ما بعد الاستقلال. وغير بعيد، تعرض أيضا صورة جماعية لأطفال يحتفلون، يرتدون لباسا أنيقا ويتسامرون فيما بينهم. استعرض الفنان أيضا عالم الطفولة خارج إطار الاحتفالية عبر المدارس وفي الفضاءات العمومية، الحدائق والشوارع، وكان كل الأطفال سعداء، عفويون يلهثون وراء المرح، يضحكون وكأنهم يسخرون من عالم الكبار الضيق. كما توقف الفنان مروان عند بعض التظاهرات التي نظمها الأمن الوطني، خاصة تلك المتعلقة بتعليم قوانين ومبادئ المرور والطرقات، والتي تجلب الصغار بكثرة باعتبارهم ولوعين بهذا العالم. لم تقتصر عدسة مروان على التقاط الصور الجميلة، بل راحت تكشف عن بعض المظاهر السلبية التي لا يزال يعاني منها عالم الطفولة في بلادنا، خاصة بالجزائر العميقة، إذ راح يصور بعض مظاهر الفقر والحرمان التي يعيشها الطفل في البادية، وكذا أساليب اللعب التقليدية لأطفال القرى المحرومين في أحيان كثيرة من وسائل الترفيه، عكس أطفال المدن الكبرى. كما أبرز الفنان مساوئ عمالة الأطفال الذين لا يدركون ولا يشعرون بخطورة الأعمال الموكلة إليهم نتيجة أنانية الكبار، لذلك تظهر إحدى الصور طفلا يضحك من صميم قلبه، وهو يؤدي عملا شاقا. احتوى المعرض أيضا ملصقات خاصة بحملات التوعية لفائدة الأطفال خاصة بسوء المعاملة وأخرى بالتحرش الجنسي، بها صور بائسة لأطفال يعانون في صمت، كما تحتوي هذه الملصقات الكثير من التوعية التي أطقلتها جمعيات حماية الطفولة بالتعاون مع الجهات الرسمية (مؤسسات، وزارات)، إضافة إلى ملصقة خاصة بجمعية ”ندى” بالتنسيق مع منظمة ”اليونسيف”.تتوجه هذه الرسائل إلى الأسرة، المدرسة والجهات المشرّعة قصد حماية الطفولة من كل جانب وإشراك كل الأطراف في هذه العملية.