تنطلق ما بين 13 إلى 15 جانفي المقبل في رحاب مدينة أبو ظبي القمة العالمية ل''عواصم المستقبل''، والتي ستجمع أكثر من 50 دولة في إطار لقاء عالمي يضع الأطر المؤسسة لبناء ومناقشة الأسس المكونة للجيل القادم من عواصم المستقبل القمة العالمية والتي سيحضرها قادة من رجال الأعمال، ومسؤولين حكوميين، ومبتدعي التكنولوجيا، ورجال من عالم الثقافة ومن الأكاديميين سيناقش مجموعة من التساؤلات تخص القيم المؤسسة والمعرفة التي يجب أن تقوم عليها العواصم المستقبلية العظيمة، فهل هي الأماكن التي سيقصدها العالم للاستثمار والأعمال، أم هي تلك التي يقصدها العالم بهدف ارتياد أفضل المؤسسات التعليمية، أم للتعرف على ثقافة ريادية وجاذبة، أو هل يكون ذلك بحثا عن ركائز بيئية ومعايير اجتماعية يُحتدى بها، كما سيطرح الملتقى أسئلة أخرى تخص المدن والبلدان التي سوف تنبعث كقوة اقتصادية للغد القريب، وأي المدن التي تحدد المسار الصائب وتنير الدرب نحو الهدف، وما هي القواعد والسياسات التي تحتم على المدن العظيمة الالتزام بخياراتها بغية الحفاظ على دورها الريادي. القمة العالمية ل''عواصم المستقبل'' ستناقش كذلك أساليب التطور والتقدم في توفير فرص التعليم المميز والفنون والابداع والأعمال الخيرية والتوعية البيئية المسؤولة، وحسب رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة في أبو ظبي المهندس صلاح سالم بن عمير الشامسي فإن جدول أعمال القمة يسلط الضوء على هذه الأسس والمبادئ ويهدف إلى إطلاع وإشراك كافة الحضور عن ماهية تبني الأسس المنظمة والعناصر المؤثرة التي تلعب دورا أساسيا في هذا الخصوص وتشكل رافعة لعواصم عالمية رائدة بغية التكيف والتأقلم، مع المستجدات على مستوى العالم ككل. واعتبر الرئيس المكسيكي الأسبق ''فيسنتي فوكس'' القمة العالمية لعواصم المستقبل جاءت نتيجة الحاجة الماسة لتطوير أماكن تجتمع فيها عناصر القوة، والمركزية الإدارية، وذلك في إطار حاضن للأعمال والثقافة والإبداع على السواء، مضيفا أن المكونات الأساسية والدور الذي ينبغي لتلك الأماكن أن تنطوي عليه وتقوم به هو من النقاشات الحرجة والفائقة الأهمية التي يتجوب على الجميع تناولها ومناقشة حيثياتها اليوم وفي أسرع فرصة ممكنة. وحسب السيد سام حمدان المدير العام التنفيدي لفريق القيادة العالمي والمؤسس الواضع الرئيسي لاستراتيجية أهداف فعاليات القمة فإن اختيار مدينة أبو ظبي يعود لالتزام المدينة بتشجيع الاستثمار في شتى المجالات، كما أن كبريات المؤسسات العالمية الرائدة كجامعة نيويورك، ومتحف غوغنهايم، بالإضافة إلى العديد من المؤسسات الاعلامية الرائدة من حول العالم أنشأت لها مكاتب إقليمية في أبو ظبي، كما تشهد قيام مشاريع إعمارية، وبالتالي ستكون الأولى والوحيدة في العالم التي تسعى إلى تطوير وتطبيق معايير استثنائية في مجال التخلص من انبعاثات غازات الكربون، حيث ستبلغ تكلفة هذا المشروع 22 مليار دولار أمريكي. من جهة أخرى فقد تم التحضير للقمة بالشراكة مع غرفة أبو ظبي للتجارة والصناعة، بدعم من مؤسسة رؤساء عامين تنفيديين من أجل المدن، وبرنامج الأممالمتحدة للثقافة من أجل السلام، ومكتب الأممالمتحدة لخدمات المشاريع، وتجمع فعاليات النساء للتأثير على السياسات العامة، وسوف تجمع القمة نخبة من خبراء التمويل المخضرمين وقادة من رجالات الأعمال، وعددا كبيرا من محافظي أهم المدن الناشئة، بالإضافة إلى ساسة من قادة الحكومات من أكثر من 50 دولة عالمية، حيث سيتم إشراك الجميع في نقاشات تفاعلية ذات مغزى هادف، وذلك بالاستعانة بوسائل الميديا البصرية والسمعية، كما ستعقد اللقاءات إما في حدائق تجاور شاطئ البحر، أم في غرف اجتماعات مغلقة تضيئها الشموع، وهذا بهدف إبراز فرادة أبو ظبي الجمالية ومساحات تألقها ضمن أجواء زاخرة وملهمة. ------------------------------------------------------------------------