كشف والي سكيكدة، فوزي بن حسين، أثناء اللقاء الذي جمعه بديوان الولاية، مع غرفة التجارة والصناعة صفصاف، الإتحاد العام للعمال الجزائريين، الكنفدرالية العامة للمساهمين الاقتصاديين الجزائريين، إضافة إلى المؤسسات العاملة بالقطاع الخاص، ‘'إنّ مدينة سكيكدة في حاجة إلى نسيج عمراني جديد، فالحي الإيطالي والأقواس من أبرز انشغالاتنا وعلينا إيجاد حل مستعجل للحالة المزرية التي تعاني منها هذه الأحياء. وبصفتنا مسؤولين، منتخبين، مقاولين ومواطنين نرتادها بصفة يومية يجب أن نتحرّك حيال الوضعية السيئة التي طال أمدها، ونحن بصدد انتظار اقتراحات من طرف الخبراء والتقنيين من أجل إنجاز هذه المهمة، وبالتالي يجب أن تتضافر جهودنا كإداريين وأرباب عمل". وعلى هذا الأساس يضيف والي الولاية: "نحن بصدد انتظار اقتراحات من طرف الخبراء والتقنيين والمؤسسات المختصة في إنجاز هذه المهمة المتمثلة في ترميم سكنات الأقواس". وتأتي هده العملية هذه في إطار التوجيهات التي قدّمها الوزير الأول عبد المالك سلال في زيارته الأخيرة لولاية سكيكدة، حيث أعطى تعليمات بالإسراع في تهديم البنايات الهشة بحي حومة الطليان وترحيل سكانه إلى سكنات جديدة، مع العمل على إيجاد حل لمشكلة بنايات الأقواس بالشارع الرئيسي بتهديمه أو ترحيل العائلات المقيمة فيه. للتذكير، استفادت ولاية سكيكدة، في إطار التدابير المتخذة لإعادة الاعتبار للبناء القديم، من غلاف مالي قدره 1.5 مليار دج سنة 2012، موجّه بالخصوص لترميم 260 عمارة تضم 3338 سكنا، موزعة على مستوى 18 موقعا رئيسيا عبر 04 بلديات، منها 14 موقعا بعاصمة الولاية. وحسب مصالح الولاية حينها، فإنّ عملية الشروع في ترميم كل تلك السكنات هي في طور المناقصة، علما أنّه وأمام الوضعية الحرجة التي تشهدها المدينة العتيقة لسكيكدة التي تعود كل بناياتها إلى الحقبة الاستعمارية أمام توالي عمليات الانهيار المستمرة للبنايات الهشة على قاطنيها، وما خلّفته هذه الأخيرة من ضحايا،لجأت السلطات الولائية سنة 2011 إلى تشكيل "خلية أزمة" على مستوى ديوان والي الولاية، أسندت إليها مهمة مرافقة مركز المراقبة التقنية للبنايات للشرق عند مباشرته لعملية إجراء الخبرات التقنية لكل البنايات الواقعة بمدينة سكيكدة القديمة، خاصة تلك المتواجدة على مستوى أحياء النابوليثان، علي عبد النور، قدور بليزيدية، مكي أورتيلاني والسويقة. وتمّت الاستعانة بفريق تقني متخصص مكون من مهندسين معماريين سبق لهم التعامل مع ملف البنايات القديمة بكل من ولايتي عنابة وقسنطينة، زيادة عمّا قام به مختصون من جامعة سكيكدة وهو إنجاز تحقيق ميداني اجتماعي اقتصادي مس كل الأحياء العتيقة المتواجدة بالمدينة، في إطار الدراسة الشاملة الرامية إلى إعطاء تشريح دقيق لهذه الأحياء التي تتواجد فيها تلك السكنات القديمة، من أجل التكفل الناجع بها، لاسيما الجانب المتعلق بكيفية استغلال المساحات المهدمة أو تلك التي ستخضع للتهديم، قصد إعادة تعميرها بما يتلاءم وطبيعة الحي. وبالموازاة، قام أيضا خبراء من مدينة برشلونة الإسبانية، في إعادة تهيئة السكنات والعمارات القديمة الموجودة على حوض المتوسط، بإعداد تصور عن امكانية إعطاء مفهوم عصري للتجديد الحضري لكل أحياء مدينة سكيكدة القديمة، بما في ذلك سكنات الأقواس الممتدة على طول الشارع الرئيسي ديدوش مراد، انطلاقا من نموذج مدينة برشلونة الإسبانية التي خضعت لعملية تجديد دون المساس لا بطبيعة سكناتها ولا بهندستها وهندسة أحيائها العتيقة، علما أنّ الحظيرة السكنية الهشة بولاية سكيكدة تقدر بأكثر من 26000 وحدة، أغلبها موزعة بعاصمة الولاية. وإذا كانت الجهات الولائية قد أولت عناية خاصة بملف السكنات الهشة والعتيقة بالأخص مدينة سكيكدة القديمة، حيث أن البنايات المنجزة بها تعود في مجملها إلى الفترة الأولى من تأسيس مدينة سكيكدة في 09 فيفري 1843، إلا أن أمل المواطنين يبقى قائما في أن تتجسد مشاريع الترميم والصيانة على أرض الواقع، ولا يحدث لها كما حدث لغيرها من الدراسات والمشاريع التي أهملت، لغياب المتابعة ممّا ساهم في تعقيد وضع أحياء مدينة سكيكدة العتيقة، بما في ذلك سكنات الأقواس.