شكّل الحديث عن قائمة اللاعبين المعنيين بالمشاركة في مونديال البرازيل محور تفكير الرأي العام الرياضي، الذي ينتظر بشغف كبير قيام مدرب المنتخب الوطني بالكشف عنها لمعرفة اللاعبين الذين سيدافعون عن حظوظ الجزائر في هذا المحفل الكروي الكبير. وحدثت عدة متغيرات بين الفترة الممتدة ما بين مواجهة بوركينافاسو وموعد إعلان القائمة النهائية الذي سيكون الشهر المقبل، ستجبر التّقني البوسني على مراجعة خياراته فيما يخص بعض المناصب التي مازالت تشكل صداعا في رأسه. وبناءً على هذه المعطيات سيحرم بعض اللاعبين من المشاركة في المونديال رغم مساهمتهم الفعالة في اقتطاع تأشيرة التأهل بسبب تأثر مستواهم الفني والبدني على وجه الخصوص بمكانتهم على مستوى الأندية التي يلعبون فيها. من اللاعبين الذين أصبحوا مهددين بالغياب عن كأس العالم رغم أنهم شاركوا في التصفيات من خلال خوض معظم المباريات بصفة أساسية، نجد الثنائي سعيد بلكالام وعدلان قديورة. لم يوفّق لحد الآن السعيد بلكالام في مسيرته الاحترافية مع ناديه واتفورد الانجليزي عكس زميلاه في المنتخب إسلام سليماني وبدرجة أقل أمين عودية. وواجه المدافع السّابق لشبيبة القبائل عدة صعوبات في التأقلم على وجه الخصوص مع محيطه الجديد، وزادت الاصابات المتكررة من تعقيد وضعيته مما جعله حبيس مقاعد البدلاء في معظم مواجهات فريقه، وهو الأمر الذي أثّر على تواجده في المنتخب. واستغل مدرب "الخضر" وحيد هاليلوزيتش مواجهة سلوفينيا الودية لتجريب خطط بديلة على مستوى محور الدفاع من خلال إشراك كادامورو وحليش رفقة بوقرة. وشارك كل واحد فيهما لفترة زمنية مستغلا غياب بلكالام لإقناع التقني البوسني بأحقيّته المشاركة في المونديال ولو كاحتياطي على الأقل. وتدهورت وضعية بلكالام أكثر خلال النصف الثاني من الموسم، حيث لازمته الاصابات التي كانت عدوه الاول وجعلت وضعيته صعبة للغاية من أجل حجز مكانة ضمن تعداد "الخضر" المعني بالمشاركة في المونديال. وسيكون على بلكالام استغلال الفترة المتبقية من الموسم لإنعاش حظوظه بالتواجد في كأس العالم من خلال استعادة مكانته الأساسية في فريقه وبعث مشواره الكروي من جديد. بالمقابل ورغم تشابه وضعيته مع بلكالام إلا أن عدلان قديورة يتحمّل جزءا كبيرا من وضعيته الصعبة التي يعيشها بما أنه دفع ثمن خياراته عندما قرّر الرحيل في آخر ساعات الميركاتو الصيفي عن فريقه نوتنغهام فورست، الذي كان يشارك فيه بصفة منتظمة إلى كريستال بالاس الذي ينشط في القسم الممتاز الانجليزي. قديورة الذي بدأ مشواره مع كريستال بالاس بالمشاركة في بعض المباريات، ساءت وضعيته أكثر بعد الاصابة التي تعرض لها ودفعته للغياب لفترة عن الملاعب ممّا جعله يخرج من خيارات مدربه في كريستال بالاس وكانت هذه بداية لنهاية مشواره الناجح من "الخضر" لحد الآن بما أنّ مشاركته في المونديال أصبحت على المحك وضمان مكانة ضمن ال 23 لاعب سيكون أمرا صعبا للغاية. وإضافة إلى وضعية اللاعب الصعبة في فريقه حدثت بعض المتغيرات على مستوى المنتخب الوطني، قلّصت من حظوظ قديورة في التواجد ضمن القائمة أبرزها انضمام اللاعب الصاعد في صفوف توتنهام الانجليزي نبيل بن طالب لتعداد المنتخب ومشاركته في مباراة سلوفينيا. وزاد الانطباع الجيد الذي تركه في هذه المواجهة من حظوظه في التواجد ضمن القائمة النهائية، وقلّصت بالمقابل من حظوظ قديورة. ويعيد سيناريو قديورة وبلكالام ولو بدرجة أقل ما يحدث كل مرة قبل مشاركة الجزائر في كأس العالم، حيث يحرم بعض اللاعبين من المشاركة لأسباب أو لأخرى رغم مساهمتهم في اقتطاع تأشيرة التأهل، لكن في هذه المرة الأسباب موضوعية إلى حد كبير ولا يوجد إعذار للثنائي المذكور خاصة في ظل تعدد الخيارات.