تدابير عاجلة للحد من انتقال الفيروس إلى المرأة الحامل احتضن المركز الاستشفائي الجامعي «محمد سعادنة عبد النور» بسطيف، على مدار يومين أشغال الملتقى الجهوي حول الكشف المبكر عن فيروس فقدان المناعة المكتسبة «السيدا» والقضاء على انتقاله من الأم إلى الطفل، وقد شارك في الملتقى أطباء ومختصون وقابلات وباحثون في المجال من 13 ولاية من شرق البلاد. تخللت الملتقى بالإضافة إلى المحاضرات ورشات تهدف إلى توسيع الإستفادة، وتحسين نشاطات الكشف المبكر عن الداء من أجل الحد من انتقاله من المرأة الحامل إلى جنينها، وكذا تحسين سير مراكز الكشف من خلال عرض تجارب الفاعلين في المجال، ويدخل هذا في إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة انتقال داء السيدا من الأم إلى الطفل. وفي هذا الصدد، أكدت الدكتورة سامية عمراني مديرة فرعية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أن هذا البرنامج المسطر هدفه رفع التحدي للوصول إلى 0 مولود بلا فيروس في آفاق 2015، اعتمادا على التحسيس والتوعية بضرورة الكشف المبكر عن الداء، خاصة وأنه يتم سنويا تسجيل600 إصابة جديدة بالداء. وتهدف هذه الاستراتيجية الوطنية الى القضاء على انتقال العدوى من الأم إلى الطفل والتي تقوم على تحليل الخبرة الجزائرية التي تسعى من خلالها الى بلوغ نسبة 70 بالمائة من التغطية الصحية والحد بنسبة 90 بالمائة من عدد الإصابات لدى الأطفال آفاق 2015، وأكدت أنه هدف شريف ستبلغه الجزائر، وهي تعتبر معركة كبيرة من أجل الوصول على نتائج فعلية تقلل من هذا الفيروس، وهي في ذات الوقت حملة تحسيس وتوعية يقوم بها كل العاملين في القطاع. وأوضحت ممثلة وزارة الصحة والسكان، أن الجميع مجند من أجل مباشرة حث الأم على ضرورة إجراء الكشف المبكر عن هذا الداء، كونه فحص عادي مثل باقي الفحوصات، للتأكد من سلامتها وضمان سلامة جنينها، ووجهت نصيحة لكل الأمهات من أجل أن يتقدمن للكشف المبكر في الفترات الأولى من حملهن، كون هذا الفيروس لا يظهر في السنوات الأولى إلا بعد أن يفتك بالجسم في أخر تطوراته، وأضافت الدكتورة أن الجزائر عازمة على تحقيق إنخفاض وفيات الأطفال والأمهات الحوامل جراء الإصابة بالفيروس، وهذا عن طريق كسر الطابوهات المنتشرة بكثرة وسط المواطنين الجزائريين. كما ألح البروفيسور لشهب عبد المجيد، رئيس مصلحة الأمراض المعدية بالمركز الإستشفائي الجامعي بسطيف، على ضرورة الكشف المبكر على هذا الداء الخبيث الذي يفتك بمئات الأرواح كل سنة، وخاصة الأطفال الصغار والمولودين الجدد الذين لا ذنب لهم سوى أن أمهاتهم حاملون لفيروس السيدا. وأكد البروفيسور على ان الهدف من هذا الملتقى، يكمن في ضرورة الوصول إلى عدم تسجيل أي مولود حامل لفيروس السيدا، وشرح سبل التكفل بالمرأة الحامل الحاملة لفيروس السيدا، كما أشار إلى العمل على قدم وساق من أجل القيام بحملة من أجل التشخيص المبكر للداء، كي يسمح بالتكفل الجيد بالأم الحامل وهذا من أجل التقليل من انتقال الفيروس من الأم إلى الجنين، معتبرا أن هذا المرض لا يزال من الطابوهات ومن الأمراض غير المصرح بها، ومؤكدا على ارتفاع عدد الاصابات بالجزائر في الفترة الممتدة من 2001 الى 2012 بنسبة 25 بالمائة، حيث بلغ فيها عدد الحاملين للفيروس من 210 ألف الى 280 ألف خلال الفترة نفسها، مضيفا أن معدل الإصابة لدى النساء الحوامل في العالم يقدر بإصابة واحدة في كل دقيقة، ما يجعل من اكتشاف النساء الحوامل للفيروس للتكفل بهن ومنع انتقاله إلى أطفالهن هدفا لا بد من الوصول إليه.