جاءت سنة 2008 من بين أحسن وأوفر السنوات حصادا بالنسبة لرياضة الجيدو الجزائرية، التي لم تخرج عن قاعدتها المعهودة، وحافظت على مستواها ومنحناها التصاعدي، في ظل كثرة البطولات والدورات، حيث تفنن المصارعون الجزائريون في نيل الميداليات بمختلف ألوانها، وأحسنوا تمثيل الوطن قاريا ودوليا في معظم مشاركاتهم. وبلغة الأرقام التي تعد الوسيلة الوحيدة لتقييم نتائج ومردود أي نشاط أو رياضة، فإن الجيدو الجزائري يستحق وبدون منازع لقب أحسن رياضة جزائرية لسنة 2008 بالنظر إلى النتائج الباهرة المحققة في الدورات الدولية الرسمية والودية. الأولى إفريقيا والخامسة عالميا عند الصنفين وقد كانت بداية التألق بالنسبة للجيدو الجزائري بمناسبة البطولة الافريقية التي أقيمت بالمغرب ما بين 15 و18 ماي الماضي، حيث أكد مصارعو النخبة الوطنية أنهم الأحسن على الصعيد القاري باحتلالهم للصنف الأول، حسب الفرق عند الذكور والاناث، وهو اللقب الذي لم يعد غريبا عنهم بعدما احتكروه في السنوات الثلاث الأخيرة، أما حسب الفردي، فقد تحصل كل من مريجة عمر وعمار بن يخلف على اللقب الافريقي، فيما نال ربيح عمر المرتبة الثانية، وبن عمادي منير المرتبة الثالثة رفقة كل من بن عمادي عبد الرحمان وبلڤاسمي عمار، أما عند الاناث، فقد تحصلت كل من صوريا حداد، لتروس ليلى، ووردان رشيدة على الميدالية الذهبية، بينما اكتفت موسى مريم وسعيدي كهينة بالفضية، ومدني سهير بالبرونز، ليؤكد الخضر مستواهم في البطولة العالمية التي أقيمت بمدينة طوكيو اليابانية باحتلالهم للصف الخامس عالميا، حسب الفرق عند الذكور والإناث. حداد وبن يخلف يدخلان السجل الأولمبي وما زاد من قيمة التتويجات التي تحصل عليها الجيدو الجزائري في سنة ,2008 هو الميداليتين الأولمبيتين اللتان تحصل عليهما كل من المصارعين عمار بن يخلف عنذ الذكور وحداد صوريا عند الاناث، وقد كان إنجاز فريد وغير مسبوق، خاصة وأنه كان الوحيد من بين كل الرياضات الأخرى التي مثلت الجزائر في هذه المنافسة الأكبر عالميا، كما أن ميداليتا حداد وبن يخلف تعتبر الأولى من نوعها في تاريخ المنافسة بالنسبة لكل البلدان العربية والافريقية، وهو ما زاد من روعة هذا الإنجاز، الذي بقدر ما شرف الجزائر، فقد فتح المجال لكل المصارعين الآخرين، من أجل العمل بجد والصعود فوق المنصة الأولمبية.