يستهوي سحر الطبيعة التي تزخر بها الحظيرة الوطنية بقورايا، أعددا كبيرة من العائلات والسياح سنويا، الذين يقصدونها بحثا عن الهدوء والراحة في أجواء منعشة وهادئة بين ثنايا غاباتها الخضراء وتضاريسها الخلابة، وشواطئها المتنوعة ذات الرمال الذهبية، أو الصخرية. وقد صُنّفت هذه الحظيرة التي تتربع على مساحة 2080 هكتار كمنطقة سياحية بامتياز، ومحمية عالمية من طرف اليونسكو سنة 2004 لما تزخر به من طبيعة خلابة، وتضاريس متنوعة ذات الجبال الخضراء العالية الكثيفة، والوديان المتشعبة من جبال الأطلس التلّي، والشريط الساحلي المطل على البحر الأبيض المتوسط، على طول 120 كلم، حيث يتميز بشواطئ خلابة وجذابة، كلها عوامل جعلت من الحظيرة الوطنية ب قورايا من أجمل المناطق السياحية التي تزخر بها ولاية بجاية. فهي بمثابة محمية طبيعية لعدة أنواع من الأحياء والنباتات النادرة، وحسب محافظة الغابات لولاية بجاية، تُحصي المحمية ما لا يقل عن 1224 نوعا من الحيوانات، أهمها قرود المكاك البربري الذي يعتبر حيوانا محليا، كما تتميز المحمية بوجود 974 نوعا نادرا من النباتات معظمها نباتات محلية أهمها أشجار القربيون النادرة، التي تتواجد بكثرة على طول الشريط الغابي المحاذي لرأس كربون، إضافة إلى حوالي 564 نوعا من الأسماك، 152 نوعا من الطيور و 35 نوعا من الحيوانات. غير أنّ زحف النسيج العمراني العشوائي المتزايد على أراضي المحمية، والتلوث الكبير بفعل رواسب المياه السامة للوحدات الصناعية المحلية، ودخانها المتصاعد بدأ يهدد تدريجيا المحيط البيئي، أين أعداد كبيرة من النباتات والحيوانات بدأت تختفي، كما أنّ التلوث الناتج من مفرغة بوليماط، يتنامى بصورة رهيبة أصبحت تنعكس سلبيا على النظام البيئي لهذه الحظيرة، بشكل يستدعي تدخلا سريعا للجهات المعنية من أجل وقف هذا الاختلال الخطير في توازن النظام الايكولوجي بالحظيرة.