تفاءل المخرج المسرحي جمال قرمي خيرا بالميدان الثقافي وهو اليوم بين يدي ابنته، التي تعرف خباياه وأسراره، مؤكدا في هذا الصدد أنّ الوزيرة الحالية نادية لعبيدي باعتبارها فنانة فأكيد أنّها تحمل همّ المثقّف والفنان بالجزائر، ولن تتنازل عن معطفها الإنساني والفني. كما رأى ذات المخرج أنّ نادية شرابي ليست بغريبة عن القطاع ولا هو غريب عنها، خاصة وأنّها متعدّدة الإختصاصات، تملك زادا يمكّنها من إعطاء كل جنس فنّي حقّه، متحدثا في هذا الشأن عن تعامله معها ما جعله يعرف سلوكاتها وغيرتها على ميدانها حق المعرفة، الشيء الذي يزيد تفاؤله خيرا بهذا الاسم الفني بالدرجة الأولى قبل أن يحدثنا عنها كوزيرة على رأس القطاع الثقافي. أمّا عمّا ينتظره قرمي من شرابي من إنجازات وخطوات إلى الأمام في عالم الرّكح والخشبة، فقد اعتبر ذات المخرج أنّ فتح المجال لحرية التعبير والإبداع للمسرحيين الشباب هو أحسن سبيل لإعطاء دفع لعالم الفن الرابع وإعادة بريقه، خاصة وأنّه عاش سنوات ذهبية استطاعت أسماء كبيرة منها من غادرنا ومنها ما هو باق على قيد الحياة، أن تفتك كبرى التتويجات في كبرى المحافل الدولية، هذا العالم الفني الذي كان له جمهور عريض يتّخذه كمتنفس وفضاءً للترفيه من جهة، ويتبنّاه كلسان حال المجتمع، لما يحمله وما سيترجمه في بطاقات ولوحات فنية من آهات وواقع مجتمع. وعبّر المخرج المسرحي جمال قرمي عن أحلامه المرتبطة بوضع أبناء الثقافة والفن على رأس كل المؤسسات والمنابر الثقافية والفنية، على أن يكون المدراء فنانين يستمعون إلى الفنان وتكون جهوده متكاملة ومتظافرة معهم من أجل محاربة الرداءة وإخراج الطفيليّين من السّاحة الفنية، هذه الأخيرة التي نخر جسدها العمل الهابط والرداءة، حيث أصبحت في حاجة إلى دعم الأعمال الابداعية التي تخرجها من المرض الذي أصابها، خاصة وأن جذور الإبداع في الجزائر عميقة عمق إرثها، خاصة في جنوبها الذي يمكن اعتباره منبع الإلهام. كما دعا قرمي إلى ضرورة السير وفق ما تمّ الوصول اليه في الفترة الأخيرة فيما يتعلق بالتغطية الاجتماعية للفنان وحمايته من التهميش والإقصاء، إضافة إلى رسم خريطة أخرى تشمل كل الجزائر وخاصة المناطق النائية في الاستفادة من الجولات الفنية للمسارح والسينما والفرق الموسيقية.