شدد الممثل، عبد الحميد رابية، على ضرورة إعادة النظر في السياسة الثقافية المنتهجة على المستوى الوطني، التي تعيش راهنا وصفه "بالفوضوي" حيث دعا إلى حتمية الكشف عن خبايا الكواليس لإماطة اللثام عن وجه العراقيل الحائلة دون ارتقاء الفن الجزائري بكل مجالاته. أعاب عبد الحميد رابية، على القائمين على القطاع الثقافي والفني، السماح للرداءة بغزو القطاع منبها إلى المؤامرات التي تحاك ضد أهل الفن الذين يعانون تهميشا رهيبا يحبط من معنوياتهم، وقال:"تجاهل المسؤولين، التسلط والوصاية والمحسوبية.. كلها عوامل تقهر الفنان وتقف ضد ارتقاء الفن، ولولا عشق بعض المبدعين لفنهم لما استمروا في العمل في ظل هذه الظروف، خاصة وأن الفنان ما يزال يخضع لتقاضي الأجر القاعدي الذي لايتجاوز ال18.000 دينار". وأكد المتحدث أن السبب الرئيسي وراء طمس الإبداع يعود إلى طغيان الجانب المادي على حساب الفن المبدع القائم على المهنية والأصول الفنية السليمة، حيث قال:"تسود القطاع الثقافي فوضى عارمة، فهناك من يعمل على قتل روح الإبداع بفتح المجال لمن هب ودب دون الخضوع لأدنى أساسيات التكوين". وقال، رابية أن بعض المخرجين من الناشطين اليوم على الساحة الدرامية والمسرحية والسينمائية.. يفضلون التعامل مع أشخاص من الشارع مقابل أجر زهيد، ويتهمون الفنان الحقيقي باشتراط مبالغ كبيرة للعمل الأمر الذي كرس الرداءة. كما لفت المتحدث إلى أن تدهور الإنتاج الفني راجع إلى الضغوطات التي يواجهها الممثل الذي يعيش حرب أعصاب نظرا لإحاطته بجو يحول دون استمراره في الإبداع "فتدهور الإنتاج الفني راجع لغياب المسؤولين وتسلط الوصاية..ما يقهر الفنان ويحبطه، ويحول دون رغبته في مواصلة المشوار في ظل ظروف مماثلة". وأشار عبد الحميد رابية، الوجه التلفزيوني والمسرحي الدائم البروز، إلى أهمية الاهتمام بالحقل الثقافي خاصة وأن أول مؤسسة أممت بعد الاستقلال كانت المسرح، ما يبرز قيمة الفن، وهو في ذات الوقت الأمر الذي تفطنت له الدولة، حيث حرصت حينها على التكفل بكل ما يتعلق بالإنتاج السينمائي والمسرحي، مؤكدا ذات المتحدث على أن "السياسة الثقافية غائبة خاصة وأن هذا المجال يمس في طياته خبايا الحقل السياسي وهو ما يزعج ممارسيه" .