نوه المشاركون في الندوة الوزارية ال17 لحركة عدم الانحياز، بمساهمات الجزائر في المجال الدبلوماسي، لإيجاد حل لعديد من القضايا، وخاصة الأزمات التي تفاقمت في منطقة الساحل، بسبب تنامي ظاهرة الإرهاب، والأزمة الليبية، القضية الفلسطينية والوضع في سوريا. أكد نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، في الكلمة التي ألقاها في اليوم الثالث من الندوة الوزارية ال17 لدول حركة عدم الانحياز، على الدور البارز الذي اطلعت به الدبلوماسية الجزائرية، مستذكرا القرارات الهامة التي خرج بها المؤتمر الرابع للحركة الذي احتضنته الجزائر سنة 1974. كما قدم بالمناسبة تهانيه الخالصة لرئيس الجمهورية بمناسبة فوزه في الرئاسيات لعهدة رابعة، التي سيواصل فيها مسار الإصلاحات التي بدأها وكذا بناء أسس الديمقراطية. وتطرق نبيل العربي للمشاكل المعقدة التي تواجهها دول عدم الانحياز، في ظل الرهانات، أهمها عسكرة الأزمات وتفاقم الصراعات، وازدياد الفجوة التكنولوجية بين الشمال والجنوب. وفي ظل هذه التحديات تطلب على دول الحركة أن تعيد ترتيب أولوياتها، كما لا يمكن كما قال أن تبقى أقل تأثير، في الوقت الذي تقع عليها مسؤولية تاريخية، لتحقيق العدالة وإرساء قواعد الديمقراطية، كونها تمثل الضمير العالمي. وأعلن في سياق حديثه عن تحرك الجامعة العربية في إطار حوار ومشاورات مع مختلف الأطراف، لإيجاد حل للأزمة الليبية، مشيرا إلى انه وبمبادرة من الجزائر جرت، أول أمس، مشاورات غير رسمية جمعت وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز ونظرائه من دول الجوار (الجزائر، تونس، مصر، التشاد، النيجر والسودان). وفي تصريح على هامش الندوة، أشار نبيل العربي أن أشغال الندوة ال17 تمت بمبادرة من وزير الشؤون الخارجية السيد رمطان لعمامرة، حول الأزمة الليبية لتحديد إستراتيجية للتحرك في المنطقة لحل الأزمة وأنه سيتم إصدار بيان رسمي بعد هذه المشاورات. وأضاف نبيل العربي، أن الجزائر التي تعد من الدول النشيطة في الحركة، ستلعب بالنظر إلى خبرتها الطويلة في المسائل السياسية والدبلوماسية «دورا رئيسيا نشطا» في مجال حل عدد من النزاعات الإقليمية. ومن جهته، تحدث الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي عن مساهمات الجزائر في رسم السياسات، معتبرا أن الحضور المكثف لوزراء الخارجية في هذه الندوة، يبين استمرار حيوية الحركة، مشيدا بما حققته في مجال مناصرة البلدان النامية ومعالجة مشاكلها. أما وزير الخارجية العراقي، فقد أكد في تصريح للصحافة على الهامش بالدور الإيجابي الذي حققته الحركة فيما يخص بلده العراق، التي وفقت كما ذكر في جهودها لاستقلال بلده وتنميتها، لكنه في ذات الوقت أبدى «تفاؤلا نسبيا» فيما يتعلق بقدرة الحركة في حل القضايا الثقيلة المطروحة في جدول أعمال هذه الندوة.