نظمت أمس عائلة المناضل الفرنسي من أجل القضية الجزائرية هنري مايو وقفة للترحم عليه كونه يعتبر من بين الأوروبيين الذين آمنوا بعدالة وشرعية الثورة التحريرية، وضحوا لذالك بأنفسهم من أجل تخليص الشعب الجزائري من أغلال الاستعمار الغاشم الذي لا يعرف معنى الإنسانية. ولد هنري مايو بمدينة الجزائر عام 1928 بحي المدنية -كلو صالومبي- سابقا لعائلة من الأقدام السوداء، وكان مناضلا بالحزب الشيوعي الجزائري وأمينا عاما لاتحاد الشبيبة الديمقراطية الجزائرية، حيث مثل الجزائر في مؤتمرات الشبيبة ببراغ وفرصوفيا كما كان مايو موظفا بيومية "ألجي ريبيبليكان"(الجزائرية الجمهورية)، وقد تأثر كثيرا بالقمع الذي تعرض له المسلمون الجزائريون من طرف الإدارة الاستعمارية بعد مظاهرات 20 أوت 1955 بالشمال القسنطيني فاختار الانضمام إلى الجزائريين والكفاح لأجل الاستقلال، حسب ما جاء في كتاب محمد الشريف ولد الحسين بعنوان"من المقاومة إلى الحرب من أجل الاستقلال 1830/1962. وفي عام 1956 نقل هنري مايو إلى الفيلق ال57 للقناصة بمليانة برتبة ملازم، وبتاريخ ال4 افريل 1956 فرّ بشاحنة معبأة بالسلاح والذخيرة وسلمها لمجاهدي جبهة التحرير الوطني، وبعد أيام وجه إلى الجرائد الفرنسية رسالة مفادها:«في هذا الوقت الذي قام فيه الشعب الجزائري لتحرير ترابه الوطني من الاستعباد الاستعماري، فإن مكاني سيكون إلى جانب أولئك الذين يقودون معركة الجزائر". حكم على مايو بالإعدام من طرف المحكمة العسكرية للجزائر، وبتاريخ ال05 جوان 1956 فوجئ فوج من ثمانية مقاتلين يقودهم هنري مايو بالقوات الفرنسية قرب لامارتين(الكريمية) حاليا بمنطقة اورليانفيل-الشلف حاليا- فقتل رفقة أربعة مقاتلين من فوجه بينهم موريس لابان، عضو الحزب الشيوعي الجزائري ومقاتل سابق بالحرب الاسبانية، على غرار جزائريين آخرين من أصول أوروبية من أمثال موريس أودان، رايموند بيشار، فريناند ايفتون الذين دفعوا أرواحهم ثمنا للدفاع عن حرية الجزائر.