ينشط الأستاذ الجامعي والخبير الدولي، عبد الرحمان مبتول، ندوة بمعهد الموارد البشرية الكائن بكاناستيل بوهران، يوم الأحد القادم (الساعة العاشرة والنصف ليلا)، يقوم خلالها بعملية بيع بالإهداء لكتابين نشرا تحت إدارة مشتركة بينه وبين الدكتور كاميل ساري من جامعة السوربون. تخصص الندوة لمناقشة القضايا الجيواستراتيجية، السياسية، العسكرية والاقتصادية - الاجتماعية التي تهم الجزائر. للإشارة، يعالج المؤلف الأول (480 صفحة)، مسائل سياسية، عسكرية، مؤسساتية، اجتماعية وثقافية، والكتاب الثاني يتناول ضمن 52 صفحة القضايا الاقتصادية بمختلف جوانبها. وساهم في الكتابين الجديرين بالمتابعة، 36 خبيرا دوليا وأساتذة كبار من مختلف بلدان المغرب العربي، إلى جانب 10 خبراء من أوروبا مختصين في الاستراتيجية، منهم إيميل مالي مدير عام المجلة الدولية المتخصصة حول الرهانات الطاقوية العالمية، ولوي ماتينيز مدير البحث بمعهد الدراسات السياسية بباريس. على صعيد آخر، دعا مبتول في قراءته لنتائج وانعكاسات اتفاق الشراكة المبرم بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، إلى الابتعاد عن إطلاق أحكام جزافية تنذر بالكارثة وتدفع بالرأي العام إلى الخطإ، موضحا أن الخسائر الضريبية المترتبة عنه تقدر بين 2 و3 ملايير دولار بأسعار ثابتة وليس 8 ملايير دولار بأسعار جارية. وذكر مبتول في تحليل موسع، بالمبادئ التي تحكم عقد الشراكة، مثل التفكيك التدريجي للرسوم الخاصة بالمواد الصناعية، إلى أن تصل الصفر في سنة 2020، الامتناع عن ازدواجية أسعار المواد الطبيعية وبالأخص البترول الذي يعد سعره الداخلي أقل من سعر التصدير، إلغاء تحديد كميات الاستيراد والتصدير وإلزامية وضع معايير الجودة. وبعد أن توقف عند وضعية المبادلات التجارية مع الاتحاد الأوروبي وارتفاع حجم صادرات المحروقات مقابل استيراد لا يتوقف عن الارتفاع، تطرق للتدهور الذي تعرفه العملة الوطنية (الدينار) مما يعيق انتعاش التصدير. وأورد أن الجزائر البلد المغاربي والمتوسطي الوحيد الذي طلب مراجعة آجال تفكيك نظام الرسوم مع الاتحاد الأوروبي، في ظل عدم قدرة المنتوجات الصناعية والفلاحية على المنافسة وصعوبة تسويقها في الخارج. من الآن ينبغي تسليط الأضواء على ما سوف تحمله السنوات القادمة، لتضرب المنظومة الاقتصادية موعدا مع أفق 2017 / 2020 لإثبات المناعة والقدرة على المنافسة.
