تشارك الجزائر في قمة «الولاياتالمتحدةالأمريكية إفريقيا» بعد أن وجه الرئيس الأمريكي باراك اوباما دعوة شخصية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة والتي أكد له فيها انتظار مقترحات من الجزائر في مختلف المجالات للرقي بالعلاقات مع إفريقيا إلى مستويات جيدة جدا في ظل بروز الصينوفرنسا كقوتين أثبتتا جدارتهما في التوغل داخل القارة السمراء. ويمثل الوزير الأول عبد المالك سلال رئيس الجمهورية في هذه القمة، ويرافق سلال وزراء الطاقة يوسف يوسفي والصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب والمكلف بالعلاقات المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل. تنطلق اليوم بواشنطن قمة الولاياتالمتحدةالأمريكية - إفريقيا بمشاركة أكثر من 50 دولة لبحث سبل تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية في ظل علاقات دولية تحكمها الأزمات والمصالح والتكتلات. وتعتبر هذه القمة محطة مثل قمم «الصين - إفريقيا» و»اليابان إفريقيا» و»والاتحاد الأوروبي» وهي فضاء لرجل المال والأعمال والسياسيين لتذليل العقبات ودراسة أحسن السبل للنهوض بالتنمية في القارة السمراء، وكيفية إرساء الحكم الراشد ومكافحة الإرهاب الذي بات يهدد كل دول إفريقيا بالنظر لتجذره شرق وشمال وغرب وجنوب القارة السمراء. وما يحدث في الصومال ونيجيريا ودول الساحل وليبيا وتونس إلا دلائل على أن الجانب الأمني سيأخذ حيزا كبيرا من الاهتمام في أشغال القمة. وستقترح الولاياتالمتحدة من دون شك إعادة تقديم مقترح «الأفريكوم» الذي سيؤطر مساعداتها العسكرية الأمريكية لدول القارة. وتسعى الولاياتالمتحدة استغلال القمة للتأكيد على وقوفها إلى جانب الأفارقة وتدارك تأخرها بالمقارنة مع ما فعلته فرنساوالصين اللتين توغلتا بصفة دقيقة في شرق وغرب القارة ونالت الكثير من الصفقات التي جعلتها تهدد المصالح الأمريكية التي مافتئت تتقلص بسبب مواقفها تجاه مختلف القضايا. ومن دون شك ستطرح القارة الإفريقية مشكلة تدهور الحالة الصحية في غرب القارة حيث بات وباء ايبولا مصدر خطر حقيقي خاصة بغينيا وسيراليون وفي ظل عجز تلك الدول عن التكفل بمكافحة الوباء ستجد الولاياتالمتحدة نفسها أمام اختبار حسن نواياها تجاه القارة السمراء التي لازالت لم تتغير النظرة الاستعمارية للدول الغربية.