الجزائر بوابة واشنطن الأساسية لتعزيز تعاونها مع شمال إفريقيا والساحل يلتقي الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، غدا، بعد ست سنوات على وصوله إلى البيت الأبيض، عددًا من القادة الأفارقة في قمة هي الأولى من نوعها في تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية، تهدف أولاً إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية مع قارة عرفت الصين كيف تجد منافذ إليها . وترغب واشنطن في تقوية علاقاتها مع دول تصنف على أنها مفاتيح القارة، من بينها الجزائر، نيجيريا، إثيوبيا وجنوب إفريقيا، مقابل تراجع دور دول كانت تصنف إلى وقت قريب على رأس حلفاء أمريكا في القارة ويتعلق الأمر بكل من مصر والمغرب. ويشارك الوزير الأول عبد المالك سلال، ممثلا للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، غدا بواشنطن في قمة الولاياتالمتحدة وإفريقيا، والتي تدوم ثلاثة أيام، وهي سابقة في تاريخ العلاقات بين إفريقيا والولاياتالمتحدة، وتخصص موضوع "الاستثمار في الجيل القادم"، وسيتم تنظيم حوالي ثلاث جلسات بخصوص التجارة والاستثمار والأمن وتنمية الديمقراطية في إفريقيا. وستتناول القمة المخاطر المحدقة بالقارة الإفريقية، مثل نشاط الحركات الإرهابية بالساحل الصحرواي، هجمات بوكو حرام في نيجيريا والحرب الأهلية في جنوب السودان وهجمات حركة الشباب الإسلامية الصومالية في كينيا. والأزمة الصحية المتمثلة في انتشار فيروس ايبولا في دول غرب إفريقيا، وسيبحث أصحاب القرار في واشنطن مع المسؤولين الأفارقة سبل تعزيز التعاون الاقتصادي، في وقت تشهد فيه القارة تزايد التواجد الصيني الذي تمكنت شركاته من الحصول على صفقات حكومية كبرى، وتقدمت على واشنطن في قائمة حجم المبادلات مع القارة. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد دعا في جانفي الماضي، الجزائر إلى المشاركة في هذه القمة وترغب الولاياتالمتحدة في تعزيز الروابط أكثر بين الولاياتالمتحدة وإفريقيا التي تعد إحدى المناطق الأكثر حركية والتي تحقق أسرع نمو اقتصادي في العالم. وتسعى لتقوية علاقاتها مع دول تصنفها واشنطن على أنها مفاتيح التنمية في القارة الإفريقية، منها الجزائر في شمال القارة، وهو ما يعكس التقارب الجزائري- الأمريكي في السنوات الأخيرة، والذي تدعم بتنصيب المجموعة البرلمانية للصداقة تحت تسمية "تكتل الجزائر" بالكونغرس الأمريكي بهدف تعميق العلاقات الثنائية السياسية و الاقتصادية و الإستراتيجية بين واشنطن و الجزائر. و اعتبر سفير الجزائربواشنطن، عبد الله بعلي، أن إطلاق هذا التكتل يأتي تجسيدا للجهود من أجل الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى أعلى، في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات الثنائية حركية غير مسبوقة لاسيما بعد فتح " الحوار الاستراتيجي بين الجزائر و الولاياتالمتحدة" في سنة 2012 و الذي يعد بمثابة إطار دائم للتشاور يسمح بتعزيز العلاقات بين البلدين. من جانبه أوضح الرئيس المشترك عن الحزب الديمقراطي النائب سين دافي في مداخلته أن هذه الكتلة ستمسح لأعضائها بإعطاء العلاقات الجزائرية- الأمريكية أفاقا جديدة بالنظر إلى الإمكانيات الكبيرة في مجال التعاون و الشراكة و الاستثمار التي تتمتع بها الجزائر و التي تجعل منها وجهة و سوق هامين للشركات الأمريكية. وقد أكد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، رغبته في تعزيز التعاون مع واشنطن، وذلك في رسالة لنظيره الأمريكي باراك أوباما بمناسبة احتفال الولاياتالمتحدةالأمريكية بعيد استقلالها، عن عزم الجزائر على بعث التعاون بين البلدين والعمل سويا من أجل ترقية السلم والاستقرار والتنمية في العالم، مشيرا بأن العلاقات مرشحة للتطور أكثر "بفضل الحوار الاستراتيجي" الذي بات يشكل الإطار الطبيعي للعمل المشترك بين البلدين. وتصنف واشنطن، الجزائر ضمن الدول المحورية في إفريقيا، وتعتبرها مفتاح الأمن والتنمية في الساحل وشمال إفريقيا، وهو ما أكده الرئيس الأمريكي باراك أوباما في برقية بعث بها إلى الرئيس بوتفليقة، وقال أوباما إن للجزائر دور "ريادي" في المنطقة، وأعرب عن "استعداده لمواصلة التعاون بين البلدين حول المسائل ذات الاهتمام المشترك". وفي شهر أفريل الماضي زار وزير الخارجية الأمريكى جون كيري الجزائر حيث التقى بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة، واعتبر كيري، بأن "الجزائر تشكل قوة إقليمية تساهم في ضمان الإستقرار والسلم في المغرب العربي وإفريقيا والعالم العربي". وقال كيري، بأن الجزائر "تشكل نموذجا في محاربة الإرهاب"، وأكد أن الجزائر "تملك إمكانات كبيرة تؤهلها لأن تكون في مقدمة الدول العربية والإفريقية"، مضيفا أن بلاده تعتزم تقديم المزيد من الدعم للجزائر في مجال مكافحة الإرهاب. وقال مسؤول بالسفارة الأمريكيةبالجزائر، بأن بلاده مهتمة بتوسيع التعاون مع الجزائر أمنيا وسياسيا واقتصاديا، مشيرا إلى الحضور القوي للشركات الأمريكية في الدورة الأخيرة لمعرض الجزائر الدولي، والذي كانت فيه الولاياتالمتحدة ضيف شرف، وقال بأن واشنطن تتطلع إلى مزيد من الإجراءات لتحسين مناخ الاستثمار، إلى جانب التعاون الأمني، وقال بان العلاقات بين البلدين عرفت توسعا في الفترة الأخيرة لتشمل جوانب أخرى ثقافية وتعليمية، من خلال الاتفاق على تبادل التجارب والمهارات بين البلدين في مجالات التربية و التعليم العالي والعلوم و التكنولوجيا. و فتح مدرسة دولية أمريكية بالجزائر في سبتمبر2015، وتشجيع التحاق الطلبة الجزائريين للدراسة في الولاياتالمتحدة، وتطوير إستراتيجية مشتركة لتعليم اللغة الإنجليزية.