عبر أول أمس العقيد مصطفى طايبي قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني بالجزائر عن مدى ارتياحه للنتائج المسجلة خلال سنة 2008 في إطار نشاط وحداته التي أرجعها للخطة الأمنية المنتهجة منذ أكثر من سنتين على مستوى العاصمة، والمتمثلة في البحث ومطاردة عصابات الإجرام في الأماكن والأوكار المعروفة باللصوصية والإجرام عبر كامل تراب الولاية، مما سمح بتسجيل انخفاض محسوس في عدد القضايا المعالجة، قدرت نسبته ب 58 قضية مقارنة بالسنة ,2007 مثمنا في ذات السياق دور المواطنين في تحقيق المزيد من الأمن والاستقرار، بفضل تعاونهم مع المصالح الأمنية، وعدم التردد في التبليغ عن الجرائم فور وقوعها، الأمر الذي ساعد في تضييق الخناق على النوايا الفاسدة، ومن ثم إضفاء المزيد من النجاعة على عمل أفراد السلاح الأخضر. معالجة 4107 قضية أسفرت عن توقيف 4130 متهم وحسبما أوضحه العقيد طايبي ، خلال عرضه للحوصلة السنوية ل ,2008 فان وحداته عالجت خلال هذه الفترة ما لا يقل عن 4107 قضايا منها 3601 في إطار القانون العام و501 قضية أخرى تتعلق بالقانون الخاص، مشيرا في ذات السياق إلى أن عناصره قد عملوا على محاربة كل أشكال الجريمة وتوقيف المجرمين، بحيث أسفر نشاط الوحدات عن توقيف 2850 شخصا في إطار تطبيق القانون العام، و 1280 متهما في إطار القانون الخاص. وبالرغم من تسجيل انخفاض ملحوظ في عدد القضايا المعالجة، إلا انه على عكس ذلك شهد عدد الأشخاص الموقوفين خلال نفس الفترة ارتفاعا قدر ب 816 متهما مقارنة بسنة ,2007 الأمر الذي أرجعه العقيد طايبي إلى توجيه عمل الوحدات من قبل قيادة المجموعة إلى البحث عن عصابات الإجرام والشبكات المنظمة قصد تفكيكها عوض الاكتفاء بالشكاوي المتلقاة، وكذا التركيز على التعريفات للقبض على الفارين من العدالة، وهو ما يؤكده حسب - ذات المتحدث - تعداد الأشخاص المقبوض عليهم بناء على أوامر قضائية مختلفة، والذي تجاوز 700 شخص، كما تم في ذات السياق تفكيك 99 عصابة إجرامية منها ما يفوق عدد لمتورطين 10 أشخاص في العصابة الواحدة. وفي هذا الإطار قامت المجموعة الولائية للدرك الوطني بالجزائر بتفكيك 48 عصابة مختصة في السرقات بمختلف أشكالها، و33 عصابة أخرى مختصة في الاعتداءات الجسدية على الأشخاص والسطو على المنازل، إضافة إلى 13 عصابة مختصة في التزوير واستعمال المزور خاصة العملات النقدية، وكذا 5 أخرى تنشط في مجال ترويج وحيازة واستهلاك المخدرات، بحيث تم على إثرها توقيف 404 اشخاص قدموا أمام الجهات القضائية المختصة إقليميا حيث أودع 242 شخصا الحبس الاحتياطي، ووضع 5 آخرون تحت الرقابة القضائية، فيما سلمت ل 157 شخصا استدعاءات مباشرة للمثول أمام القضاء. وبخصوص أهم القضايا المعالجة من طرف الوحدات خلال سنة ,2008 كشف العقيد مصطفى طايبي انه أثناء قيام عناصر فرقة بئر توتة بعملية مداهمة صبيحة التاسع من جانفي الفارط، لفت انتباههم على مستوى الطريق الولائي رقم 111 الرابط بين بلدية بئر توتة والشبلي ولاية البليدة، أربعة أشخاص على متن سيارة بيجو 404 مغطاة، وبمجرد تفتيش المركبة تم العثور على 233 صفيحة طاقة شمسية، كانت مخزنة داخل مستودع تابع لاتصالات الجزائر بالمنطقة، مما استدعى توقيف المعنيين وتقديمهم أمام نيابة محكمة بوفاريك أين أودعوا الحبس الاحتياطي. المجموعة وجهت مجهوداتها للقضاء على عصابات الإجرام والشبكات المنظمة وفي قضية أخرى، قام أفراد سرية امن الطرقات بالرغاية في منتصف نهار 19 فيفري 2008 بتوقيف شاحنة معبئة برمال البحر، كانت متوقفة على حافة الطريق بعدما لاذ سائقها بالفرار في اتجاه مجهول، واثر التحري والتحقيق في القضية تم إلقاء القبض على العصابة المتكونة من خمسة أشخاص، الأمر الذي سمح بحجز بطاريتين من الحجم الكبير، ومبلغ مالي قدره 14900000 دج إلى جانب ثلاثة هواتف نقالة، سيارة من نوع رونو ميقان، وبعد تقديمهم إلى النيابة أودعوا الحبس بمؤسسة إعادة التربية بتيجلابين . ومن بين أهم العصابات التي تم تفكيكها في نفس السياق، تلك التي توصل أفراد الفرقة الإقليمية للسويدانية إلى توقيف عناصرها مساء 26 فيفري المنصرم، على اثر إلقاء القبض على شخص مشتبه فيه من اجل السرقة الموصوفة، وتعود تفاصيل هذه القضية حسبما أوضحه قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني، إلى تاريخ 16 من نفس الشهر، حيث تقدم الضحية لرفع شكوى ضد مجهول، بعدما تعرض منزله لعملية سطو خلفت سرقة مبلغ مالي قدره 160 مليون سنتيم، ومجوهرات زوجته بقيمة 18 مليون سنتيم، إضافة إلى هاتف نقال متطور وباهض الثمن. وبعد معاينة المنزل والاستعانة بمصلحة الشرطة التقنية بالمجموعة ، تم رفع البصمات بمسرح الجريمة مع اخذ صور فوتوغرافية لحالة الأماكن، مما قاد إلى توقيف شخص آخر معروف بسوابقه العدلية على مستوى الإقليم بغية مطابقة بصماته مع تلك المرفوعة، وبالموازاة مع ذلك تم الاتصال بمدير مؤسسة نجمة بأولاد فايت للحصول على المكالمات الصادرة والواردة من خط الضحية المسروق، حيث اتضح انه بحوزة فتاة تعمل ببلدية الشراقة، هذه الأخيرة التي اعترفت عند الاتصال بها أنها تحصلت على الهاتف النقال مع الخط المسروقين من عند أخيها، الذي اعترف بدوره باقترافه السرقة، ليتم استرجاع مبلغ مالي قدره 720 ألف دج، وإيداع المتهم الحبس الاحتياطي بعد تقديمه أمام الجهات القضائية. وفي سياق آخر، وبناء على بلاغ تلقته الفرقة الإقليمية للرغاية نهار 12 مارس ,2008 حول ارتكاب جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، تم إجراء تحقيقات دقيقة في الموضوع، أسفرت عن التعرف على الأشخاص الأربعة المشكوك فيهم، الذين تم إلقاء القبض عليهم، وتقديمهم أمام نيابة محكمة الرويبة أين تم إيداع اثنين الحبس الاحتياطي، ووضع الآخران تحت الرقابة القضائية. من جهتهم، توصل أفراد الفرقتين الإقليميتين للدرك الوطني بالشراقة والكثبان إلى وضع حد لنشاط عصابة كانت تنشط في مجال تزوير العملة الوطنية والأوراق النقدية، وذلك خلال قيامهم بدورية ليلية أمسية 9 سبتمبر الفارط عبر إقليم الشراقة، أين لفت انتباههم شخصان مشكوك فيهما واقفان بمفترق الطرق سمروني، وبعد تفتيشهما تم العثور بحوزة احدهما على 17 ورقة نقدية من فئة 200 دج مزورة بقيمة إجمالية تعادل 3400 دج، من بينها ورقة بيضاء مهيأة لاستعمالها في عملية نسخ النقود المزورة، بها صورة الأمير عبد القادر بحبر غير واضح، وكذا حافظة بلاستيكية بها علبة تلوين سوداء جديدة تستعمل في آلة نسخ من نوع ''ابسون''، وفور استجواب المشتبه فيه الأول، اعترف بمصدر تلك الأوراق والكيفية التي تحصل بها عليها لترويجها فيما بعد بمساعدة شريكين، تم توقيفهما وتقديمهما أمام السيد وكيل الجمهورية لدى محكمة الشراقة، الذي أمر بإيداعهما بمؤسسة إعادة التربية والتأهيل في الحراش. وواصل العقيد مصطفى طايبي موضحا، أن عناصر الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بالعاشور، قاموا نهاية شهر سبتمبر المنصرم، بناء على معلومات مؤكدة مفادها وجود شخص يأوي داخل منزله رعايا أجانب من جنسية مالية بدون رخصة ، بتفتيش منزل المشتبه فيه، أين عثر على أربعة رعايا أجانب من نفس الجنسية المذكورة، من بينهم قاصرة لا يتجاوز سنها 16 سنة، كما سمحت معالجة هذه القضية بحجز سبعة قارورات ماء اكسيجيني، وثلاثة أخرى تحتوي مواد كيمياوية سائلة مغلفة بشريط بلاستيكي، إضافة إلى 8 رزم من أوراق نقدية مهيأة لتزوير النقود، من بينها 565 ورقة نقدية مزورة من فئة 100 اورو، وورقتان من عملة سودانية فئة 100 جنيه، فضلا عن الآلات والوسائل المستعملة في نسخ وطبع الأوراق النقدية على غرار كيس بلاستيكي يزن حوالي 2 كغ من مسحوق ابيض يستعمل في التركيبة الأساسية لتزوير النقود. الرعايا الأجانب الموقوفين إلى جانب المعني تم توقيفهم وإحالتهم على الجهات القضائية، على خلفية استئجار مسكن دون تصريح من صاحبه مقابل مبلغ مالي قدره 20 ألف دج شهريا، فضلا عن التورط في جرائم التزوير، حيث أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة الشراقة بإيداعهم الحبس. حجز 46 كلغ من الكيف المعالج و319 قرص مهلوس في ظرف سنة أما بخصوص جرائم المخدرات، فقد عالجت وحدات المجموعة في هذا الميدان 253 قضية خلال سنة ,2008 تتعلق جلها باستهلاك، الحيازة، والمتاجرة بالمخدرات بشتى أشكالها، حيث تم حجز كمية من الكيف المعالج قدر وزنها ب 725,45 كلغ من الكيف المعالج، و 319 قرصا مهلوسا إلى جانب شجرتين من القنب الهندي ، تم حجزها بناء على معلومات تحصل عليها أفراد فرقة الدرك الوطني بالمنظر الجميل تفيد بتورط احد المقيمين النازحين في وسط البناءات الفوضوية بمزرعة العقيد سي الحواس، في زراعة نبتة القنب الهندي في وسط فناء منزله، وعلى إثرها تنقل أفراد الفرقة إلى العنوان المذكور أين تم العثور على نبتتين بطول 60 سم للواحدة من نوع ج.فًّىُّفس َّىقفََف ، بحيث لا يزال التحقيق في القضية متواصل للوقوف على المصدر الحقيقي لهذه البذور. وتشير التحقيقات الأولية إلى أن المتهم ينتمي إلى شبكة مختصة في زراعة القنب الهندي بولاية بجاية، وهي حاليا بصدد بحث إمكانية زراعة القنب الهندي على مستوى العاصمة، ومدى ملائمة الطبيعة المناخية وتجاوبها مع هذه النبتة الحساسة، بغية تفادي الوقوع في الحواجز الأمنية وتسهيل عملية ترويجها في العاصمة. وحسب ما ذكره العقيد مصطفى طايبي قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني بالجزائر، فان القيمة المالية للمحجوزات قدرت ب 2600,467 دج، مبرزا انه تم في ذات السياق توقيف 404 اشخاص قدموا أمام العدالة، التي اودعت 219 منهم الحبس الاحتياطي وأفرجت مؤقتا عن 185 شخصا بعد تسليمهم استدعاءات مباشرة. ------------------------------------------------------------------------