تعتز الشعوب على مرّ التاريخ بإنتصاراتها وبطولاتها على الأعداء، وتخلد ذكرى أبطالها كما كان لتسمية بعض المؤسسات التربوية بأسماء شهداء سالت دماءهم الزكية، من أجل الدفاع عن حرية شعبهم وقع لتخليد ذلك بأذهان الطلبة والتلاميذ ليكونوا على دراية وعلم بقصص، بطولية لهؤلاء الثوار الأشاوس، وكان لنا أن صادفنا أمام مركز ثانوية بولاية جيجل، حيث من يلج شوارع المدينة يتعرف لقصة البطل الشهيد محمد الصادق دراع من خلال لافتة علقت على جدار الثانوية التي تحمل اسمه تذكر قصة وحكايته البطولية. ولد الشهيد محمد الصادق دراع يوم 27 جانفي 1932 بجيجل، و بها تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط وكان متفوقا في دراسته لكن السلطات الاستعمارية لم تسمح له بمواصلة دراسته الثانوية، كما منعته من الالتحاق بدار المعلمين في كل من قسنطينة ووهران بسبب ميولاته الوطنية والثورية، فاختار العمل في المحاسبة ولم يخضع للمساومات الفرنسية. انخرط محمد الصادق في الكشافة الإسلامية منذ صغره، وكان يتعاطف مع حركة انتصار الحريات الديمقراطية ودرس تاريخ الجزائر النضالي، وتاريخ حركة التحرير في العالم، فتكونت لديه فكرة النضال الثوري، حيث التحق بالثورة التحريرية سنة 1955، وكلف بتنظيم الخلايا الأولى لجبهة التحرير الوطني. وبعد مؤتمر الصومام عين منسقا للخلايا الثورية بالمدينة، فاستطاع بفضل قدرته التنظيمية من أن يوسع العمل الثوري بخلق خلايا جديدة، منها خلية الطلبة المضربين عن الدراسة وخلية نسائية بمساعدة أخته، وتعرض لملاحقة المخابرات الاستعمارية التي أرعبتها تحركاته بصفوف جيش التحرير الوطني، فقامت سلطات الاحتلال بسجن والده سنة كاملة. عين سنة 1958 أمينا عاما للقسم الرابع الناحية الثانية، الولاية الثانية ثم أمينا عاما للناحية الثانية، انتقل سنة 1959 إلى الناحية الثالثة، المنطقة الأولى وعين مسؤولا للاتصالات والإعلام في القسم الأول إلى غاية 1960، حيث صار مسؤولا للقسم الأول. عرف الشهيد في الناحية الثالثة باسم سي محمد الجيجلي، وتميز بالشجاعة في القتال والإيمان الراسخ بحتمية استقلال الجزائر، استشهد البطل يوم 14 أفريل 1961 أي بسنة واحدة قبل الاستقلال الذي كان حلمه.