تحتضن العاصمة السينغالية داكار، اليوم وغدا، القمة ال 15 للمنظمة الدولية للفرنكفونية تحت شعار: «المرأة والشباب للفرنكوفونية: عوامل للسلام والتنمية « بمشاركة أكثر من خمسين رئيس دولة وحكومة. تأسست المنظمة الفرنكوفونية العام 1986، وشهدت حينها فيرساي الفرنسية أول قمة لها جاءت في الوقت الذي كانت فيه سياسة فرنسا إفريقيا تشهد إنتعاشا كبيرا، وطبعت السلوك الخارجي لباريس اتجاه مستعمراتها السابقة وكان لوبي هذه السياسة حينها يتحكم في دواليب صنع القرار في قصر الإليزيه. تضم هذه الكتلة غالبية المستعمرات السابقة لفرنسا الناطقة في غالبيتها باللغة بالفرنسية من بينها من تعتمدها كلغة رسمية للدولة بالاضافة إلى دول أخرى عضو في هذه المنظمة لا يربطها بالضرورة ماض استعماري مع فرنسا على غرار كندا التي تساند باريس حصول احدى مواطنيها الهايتية الاصل ميشال جون على منصب الأمانة العامة للمنظمة خلفا للسينغالي عبدو ضيوف الذي يشغل هذا المنصب منذ القمة التاسعة للمنظمة الفرنكوفونية المنعقدة ببيروت مابين 20-22 أكتوبر 2002 وهي أول قمة تشارك فيها الجزائر بصفة ضيف وهي الصفة نفسها التي تشارك فيها اليوم وغدا في قمة داكار ممثلة في وزير الخارجية رمطان لعمامرة. هذا، وهناك خمسة أسماء تتنافس على الأمانة العامة للفرنكفونية منها شخصيات إفريقية لها وزنها القاري على غرار الرئيس البوراندي السابق بيار بويويا في حين يرى ملاحظون انه من الصعب حصول إجماع خلال هذه القمة على اسم واحد خاصة وأن القادة الأفارقة أبدوا عدم رضاهم على الدعم الفرنسي لشخصية من خارج القارة السمراء لمنصب الأمين العام في حين تشكل دول القارة السواد الأعظم في هذه المنظمة التي تضم حسب الموسوعة الحرة ويكيبيديا 77 دولة منها 57 بعضوية كاملة و20 أخرى تمتلك صفة عضو ملاحظ. الأكيد أن هذه المنظمة ظلت وبعد 28 عاما على تأسيسها مجرد لقاء ثقافي ضخم يجمع الناطقين باللغة الفرنسية، يبدو أكبر أهدافه الحفاظ على هذه اللغة التي تسجل تراجعا أمام اللغات الحية الأخرى ولم تستطع منظمة الفرنكفونية إلى اليوم وضع ميكانيزمات حقيقية للتعاون بمختلف أبعاده بين الدول الأعضاء!.