يضرب اليوم فرقاء ليبيا موعدا، بمدينة غدامس، في جلسة ثانية للحوار تحت رعاية الأممالمتحدة وبإشراف مبعوثها برناردينو ليون، وكانعكاس لتصلب المواقف وما يجري على الأرض من عنف قاتل، ينتظر أن يكتنف اللقاء الثاني عراقيل كثيرة قد لا تحرك الأوضاع نحو الطريق الصحيح بالشكل المأمول. وقد تكون أكبر نتيجة يتوصل إليها من سيجتمعون على طاولة التباحث والحوار على حل سلمي يخرج البلاد من جحيمها الحالي، صياغة اتفاق ثان لوقف إطلاق النار وتقديم الضمانات اللازمة لتجسيده على الأرض، كي لا يتكرر خرق اتفاق اجتماع سبتمبر الماضي بذات المدينة. فوضع السلاح جانبا، وفتح جبهة التفاوض السياسي سيشكل خطوة كبيرة على مسار التسوية، ويمكن مع مرور الوقت التفرقة بين الجماعات الإرهابية، ومن يمثل المؤسسات الأمنية للبلاد. ولا يمكن للأطراف الليبية سوى إبداء النية الحسنة والعمل بجهد متواصل للاستجابة أولا لمطامح الشعب الليبي ونداءات المجموعة الدولية ثانيا لوقف نزيف الدم وحرق شحن السلاح المترامية بشكل عشوائي والمقدرة ب40 مليون قطعة سلاح. ليبيا وبعدما دمرت اثر انحراف الوضع عام 2011 بعد تدخل الناتو للإطاحة بالنظام السابق، تنام على براميل المتفجرات التي تهدد أمن دول الجوار، بعدما كانت بوابة انهيار دولة مالي قبل سنتين، لذلك حان الوقت لأن يشرع في تطويق الأزمة ووضع حد للتناحر بين أبناء البلد الواحد. وليس من مصلحة الأطراف السياسية المتخاصمة بهذا البلد استمرار الواقع الحالي الذي يقود إلى حتمية التجزئة والتقسيم وإخلاء الأمكنة للإرهاب، ويجب أن يمثلوا أدوات صناعة السلم الليبي وليس وسائل لتطبيق الأجندات الدنيئة. حمزة محصول عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.