ما تزال جهود الدولة الجزائرية تتواصل لحماية الجالية الجزائرية المتواجدة في غزة وانتشالها من الحرمان والبعد عن الوطن الأم التي تعاني على غرار باقي أهالي القطاع من بطش ووحشية العدوان الإسرائيلي الذي أوقع حتى الآن ألاف الشهداء والجرحى ورغم انه يصعب تحديد عدد هذه الجالية في قطاع غزة لغياب الإحصائيات الدقيقة كما يقول مسؤولو القنصلية الجزائرية لكن الاتصالات موجودة مع بعض أعضائها للاطلاع على أوضاعها والسعي لمساعدتها خاصة بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. لتعرف بذلك الجزائر وصول أول دفعة تضم خمس جزائريات مع أطفالهن ال 17 حيث وصلوا مساء أول أمس إلى الجزائر العاصمة بعدما تم إجلاؤهم من غزة إلى مصر عبر ميناء رفح البري حيث كان في استقبال هؤلاء الجزائريين لدى وصولهم إلى مطار الجزائر ''الهواري بومدين'' الدولي السيد جمال ولد عباس وزير التضامن الوطني والأسرة والجالية الوطنية في المهجر، حيث عبرت هؤلاء النسوة عن ارتياحهن الممزوج بالحزن بعدما غادرن غزة التي تعاني من عدوان إسرائيلي همجي متواصل منذ 27 ديسمبر المنصرم والذي خلف ألاف القتلى والجرحى، واصفين وصولهن إلى بلدهن الأصلي ب''المعجزة'' بعد أن تمكنوا من النجاة مع أبنائهن من القصف الإسرائيلي لكن رغم ذلك فإنهن عبرن عن حزنهن الكبير لأنهن تركن وراءهن أزواجهن الذين لم يتمكنوا من اجتياز ميناء رفح بغزة. فحين يبقى الجزائريون في غزة يكابدون نفس معاناة سكان القطاع لكن الغربة والبعد عن الأهل تزيد من حدة آلامهن فحين تتواصل سفارة الجزائر في مصر لإحصاء عدد أعضاء الجالية الجزائريةبغزة حيث تم إرسال القائمة المتوفرة بأسماء الجزائريات المقيمات في غزة وأسرهن (الأزواج والأطفال) إلى السلطات المصرية للسماح لهم بالدخول إلى الأراضي المصرية في حالة فتح معبر رفح، وتبقى القنصلية على استعداد للتكفل بالأمر واستخراج جوازات السفر لهؤلاء شريطة أن تكون لديهم أوراق إثبات جنسيتهم كجواز سفر قديم أو بطاقة هوية كما ستمنح لهم وأسرهم التأشيرات مجانا للدخول إلى الجزائر. وكانت السفارة الجزائرية والمصالح القنصلية قد تكفلت في شهر أوت الماضي بحوالي 50 شخصا من أطفال وأمهات جزائريات من غزة ووفرت لهم الوثائق الضرورية للدخول إلى الجزائر رغم مشكل الاحتلال الذي يحول عائقا دائما أمام تطلع الجالية الجزائرية إلى العودة، حيث لايمكن الإنتقال إلى رام الله لإحضار جواز سفرها ولا الخروج عن طريق معبر رفح. ولعل ما يزيد من معاناة هذه الجالية كون غالبيتها إن لم نقل مجملها نساء متزوجات من فلسطينيين تعيش ظروف ''جد صعبة'' حيث يواجهن وأطفالهن أهوال العدوان الإسرائيلي، بسبب أصوات القنابل والتحليق المتواصل للطائرات المقنبلة الإسرائيلية وأصوات نيران أسلحة القوات الإسرائيلية الإجرامية، فليلهم بات نهار فهم لا ينامون تقريبا حيث لايفوت الإسرائيليون أية فرصة لإلقاء القنابل التي تصم انفجاراتها الأذان وتسمع من عدة كليومترات. ------------------------------------------------------------------------