تتواصل المساعدات العربية والدولية في التدفق على معبر رفح على الحدود بين مصر وقطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي غاشم، لكن هذه المساعدات يكون مصيرها التكديس على الجانب المصري من المعبر بسبب إصرار نظام الرئيس حسني مبارك على عدم فتحه خلافا لما تنص عليه المواثيق الدولية في حالة الحروب. * وكانت إحدى الجزائريات قد أكدت ل "الشروق اليومي" في اتصال هاتفي معها أن المساعدات لا تصل إلى القطاع، مشيرة إلى أن الوضعية الإنسانية مزرية جدا وأن السكان باتوا بأمس الحاجة إلى الإعانات سواء الأغذية أو الأدوية والأفرشة. ومنذ بداية العدوان في السابع والعشرين من ديسمبر الماضي، تتوافد المساعدات الإنسانية الموجهة إلى القطاع من مختلف الدول من بينها الجزائر وليبيا وتركيا وماليزيا.. لكن السلطات المصرية وبحسابات سياسية تعرقل مرور تلك المساعدات غير أبهة حتى بصور الأطفال التي حركت مشاعر الشعوب في جميع دول العالم. * وتفاقم الوضع الإنساني داخل القطاع، خاصة مع ارتفاع وتيرة الهجمات الإسرائيلية الوحشية والتي أدت إلى استشهاد ما يقارب 700 شهيد وآلاف الجرحى. وأمام هذه الوضعية المزرية ارتفعت الأصوات الضاغطة على نظام مبارك لفتح المعبر والسماح بمرور المساعدات لإغاثة السكان المحاصرين بالموت داخل القطاع. * وتشير التقارير الإخبارية إلى أن عديدا من الأطباء المصريين يقيمون منذ أيام في معبر رفح على الجانب المصري، انتظارا لوصول التصريحات اللازمة لهم لكي يدخلوا إلى القطاع والمشاركة في جهود علاج مصابي الحرب الفلسطينيين، وقد كتبوا على أنفسهم إقرارات بأنهم سيدخلون القطاع "على مسؤوليتهم الخاصة". وتفيد آخر الأنباء إلى أن السلطات المصرية استغلت أمس الأربعاء، فترة الهدنة القصيرة التي أعلنتها إسرائيل في القطاع، وسمحت بدخول شاحنات محملة بالمساعدات المختلفة إلى القطاع. وأكد ممثل السلطة الفلسطينية في معبر رفح في تصريحات صحفية عبور 400 طن من المساعدات إلى داخل غزة عن طريق هذا المسار. وأوضح الحياني أن العراق طلب من السلطات المصرية الموافقة على قدوم طائرات عراقية تحمل مساعدات إنسانية إلى مطار العريش المصري بغية إرسالها إلى أهالي غزة، مشيرا إلى أن "الموافقات المصرية لم تحصل حتى الآن". * ويتعرض النظام المصري لانتقادات عديدة داخلية قبل الخارجية بسبب إصراره على غلق معبر رفح، وقد أعلن حقوقيون مصريون على شاشات التلفزيون الرسمي في مصر أن نظام حسني مبارك يعارض المواثيق الدولية برفضه فتح المعبر ويدوس على سيادة بلاده التي لها كامل الحق في إدارة المعبر بمعزل عن أي تدخلات لا من إسرائيل ولا من الأوروبيين.. * ومن جهة أخرى، أعلنت الأممالمتحدة أمس، عن حاجة وكالاتها إلى الأموال بشكل عاجل لتغطية كلفة العمليات الإنسانية في قطاع غزة، وقد طلبت 67 مليون دولار إضافية لمواجهة تفاقم الوضع بعد الهجوم الإسرائيلي. وتحتاج هذه الوكالات فورا إلى 117 مليون دولار لتغطية الحاجات العاجلة. وفي السادس من جانفي وعدت الأطراف المانحة بتقديم 40 مليون دولار، لكن تم تلقي 16 مليونا فقط، على ما أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة. وباتت الأممالمتحدة تطلب حاليا ما مجموعه 529 مليون دولار للعام 2009. * وطلبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "اونروا" 34 مليون دولار إضافي لشراء مواد غذائية ومحروقات ولإقامة مراكز لاستقبال نازحين جدد بسبب العدوان الإسرائيلي. ويسعى برنامج الأغذية العالمي الذي يساعد عادة 265 ألف فلسطيني في قطاع غزة إلى توسيع نطاق مساعداته لتشمل 50 ألف شخص إضافي.