تساهم المحافظة السامية للغة الأمازيغية في النهوض بالأدب الجزائري عامة، وذلك من خلال تقديم عدد من الإصدارات سواء المكتوبة باللغة الأمازيغية، أو التي يتم ترجمتها، والتي تتنوع مابين الرواية، الشعر، القصة وحتى الدراسات، فضلا عن ترجمة الأدب العالمي، وكل ذلك بهدف ترقية اللغة الأمازيغية أولا، وإنعاش الساحة الأدبية ثانيا. وتسعى المحافظة إلى تدعيم المسعى الذي أطلقته منذ سنة 2014 بتنشيط وتكثيف العمل عبر مجموع التراب الوطني حسب ما أكده الأمين العام للمحافظة السامية للغة الأمازيغية سي الهاشمي عصاد، مشيرا إلى أنهم وضعوا ضمن أولوياتهم العمل الجامعي وتعزيز الشراكة المؤسساتية، ووضع خارطة طريق جديدة لترسيم اللغة الأمازيغية، وترقيتها من خلال تقديم إصدارات ثقافية باللغة الأمازيغية، وكذا تنظيم نشاطات فكرية لصالح هذه الفئة من المجتمع، التي أصبحت تطالب "بجعل لغتها رسمية"من أجل تعزيز المقروئية باللغة الأمازيغية. وأبرز عصاد أن من أولوياتهم خلال السنة الجارية، ترجمة مجموعة من الروايات لكبار الكتاب من بينها "الأسود يليق بك" لأحلام مستغانمي، "لعب أطفالنا" لنور الدين لوحال، "تسلية" للكاتب عز الدين ميهوبي، إضافة إلى "القلاع المتآكلة" لمحمد ساري، "معركة يوغرطة" لمحمد الهادي حراش، "ليلة الحناء" لحميد قرين و«الطاوس عمروش" لجوهر أمهيس أوكسيل، وقد خصصت لذلك ورشة يؤطرها مختصون في مجال الترجمة. وتأتي هذه المبادرة في إطار إثراء الساحة الأدبية، وإبراز المؤلفين الذي يسهمون في نشر هذه اللغة من خلال أعمالهم الإبداعية، وتشجيعهم على ذلك، لدعم الأقلام الصاعدة، وتشجيعها في كل دخول أدبي على اعتبار أن اللغة الأمازيغية هي جزء من الهوية الوطنية. «استقبال مشاريع متعلقة بالثقافة الأمازيغية" وفي سياق متصل أطلقت المحافظة مبادرة لاستقبال مختلف المشاريع الثقافية المتعلقة بالثقافة الأمازيغية من كتب وروايات وعديد الإسهامات الأدبية إضافة إلى الأعمال الخاصة بالوسائط السمعية البصرية، حيث خصصت ركن خاص باستقبال هذه المشاريع على موقعها الإلكتروني وستسند عملية تقييمها للجنة القراءة والمتابعة لاختيار الأعمال القابلة للنشر. وقد بلغ عدد إصدارات المحافظة السامية للأمازيغية 203 كتاب من بينها 7 قواميس أمازيغية، إضافة إلى أعمال روائية وأدبية فيما تتعرض أخرى منها للجانب التاريخي والبعد التراثي المرتبط بالهوية الأمازيغية. ويعتبر الصالون الوطني للكتاب والوسائط الأمازيغية، أكبر دليل على الجهود التي تبذلها المحافظة، وقد كانت الطبعة الأخيرة، والتي جاءت تحت شعار "مزيد من العمل لتشجيع الكتابة الأمازيغية"، ثرية بالإصدارات الحديثة، حيث سجلت المحافظة السامية للغة الأمازيغية حضورها بمجموعتها الجديدة من سلسة إذلس ناغ أو "كتبنا"، وأيضا السلسلة الجديدة "إيمنزا ناغ" أو "أجدادنا " والتي تسلط الضوء على شخصيات كان لها باع طويل في التاريخ الأمازيغي من كتاب ومثقفين وأبطال الثورة. كما قدمت المحافظة، الطبعة الجديدة من مجلتها "ثيمازيا"، بالإضافة إلى ما يقارب ال200 عنوان جديد في مختلف التخصصات، حيث تسعى المحافظة السامية لأن تكون الرائدة في مجال الإصدارات باللغة الأمازيغية سواء في الجزائر أو في المغرب العربي ككل. وقدم الصالون الوطني للكتاب والوسائط الأمازيغية، آخر إصدارت البحوث اللغوية الأدبية والأنثربولوجية، وذلك بالتنسيق مع الديوان الوطني للمطبوعات الجامعية والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة. اتفاقيات تعاون بين المحافظة ودور نشر وطنية وإلى جانب الدور الكبير الذي تلعبه المحافظة السامية للغة الأمازيغية، تتوفر الجزائر على ما يقارب 12 دار نشر تُعنى بالكتاب الأمازيغي، تتواجد على وجه الخصوص بكل من بجاية، تيزي وزو والجزائر العاصمة، على غرار"تيرا للنشر" التي تخصص 80 ٪ من إصداراتها باللغة الأمازيغية ودار "الآمال"، "لابونسي" و«أوديسي".. إلى جانب دور نشر أخرى معروفة الخاصة منها والعمومية كالمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية ودار القصبة، وذلك إسهاما منهم للنهوض باللغة الأمازيغية وإحيائها، مع العلم أن المحافظة السامية للغة الأمازيغية توقع السنة الجارية اتفاقيات تعاون مشترك بينها وبين دور نشر وطنية، كالمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، لإصدار سلسلة كتب حول الثقافة واللغة الأمازيغية، واتفاقية مع ديوان المطبوعات الجامعية بهدف طبع ونشر وتوزيع شهادات دكتوراه بالجامعة الجزائرية خاصة باللغة الأمازيغية، كما أبرمت المحافظة في تصريح سابق لرئيسها اتفاقية تعاون مع جامعة الجزائر لفتح قسم لتعلم اللغة والثقافة الأمازيغية.