فرضتها الرهانات الداخلية والخارجية، حوكمة المؤسسات الاقتصادية ضرورة ملحة لاختزال الأتعاب وترشيد الأموال، هذا ما توصل إليه الخبراء في اللقاء الذي نظمه، أمس، المعهد الجزائري لحوكمة المؤسسات الاقتصادية بالتعاون مع مؤسسة "كار "بنزل الهلتون. أكد الخبراء في اللقاء، على ضرورة الانتقال في تسيير مؤسسات القطاع العمومي من ذهنية التسيير الموجه إلى وضع صيغ جديدة في إطار ما يسمّى بحوكمة المؤسسات الاقتصادية، لبلوغ التنافسية المطلوبة والتي تؤهلها لولوج الأسواق الخارجية، مبرزين المؤهلات التي تزخر بها وكذا الكفاءات التي تسيرها. وحاول الخبير ناصر بورنان من خلال مداخلته، إبراز المميزات الإيجابية للمؤسسات الاقتصادية العمومية، التي غالبا ما يعتبرها البعض غير قادرة على مواكبة التطورات الاقتصادية والتحكم في إدارة الأعمال، ما يعيق تطورها وتحقيق الجدوى والنجاعة المطلوبة. والواقع كما يرى المتحدث، أن "إشكالية المؤسسات العمومية" ليست مطروحة في الجزائر فحسب، فعديد الدول تبحث عن إطار بعيدا عن الخوصصة التي لا تمثل، بحسبه، الحل الأنسب لتطوير تسييرها، وإنما يكمن في اعتماد الحوكمة، خاصة في ظل المستجدات الداخلية والخارجية المتميزة باستمرار انخفاض سعر النفط. واعتبر الخبير أن للمؤسسات المصرفية دور كبير، حيث اعتبرها الحلقة المحورية في إنعاش الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى أهمية دخول الأسواق المالية عبر البورصة، متأسفا كون عدد المؤسسات الاقتصادية التي طرحت أسهما بها ضئيل جدا، إلى الشراكة بين القطاعين العمومي والخاص في القطاعات المعول عليها في خلق الثروة ومناصب الشغل، على غرار الفلاحة، السياحة، قطاع الأدوية وقطاع تكنولوجيا الإعلام والاتصال. وقد أثبت أهمية الحوكمة ما توصلت إليه وحققته عديد الدول، عربية وأجنبية، كما ذكر المتدخل، حيث تمكنت من رفع معدلات الناتج الداخلي الخام إلى مستوى أعلى، وانعكس ذلك بالضرورة على معدل النمو في شتى المجالات. تأتي "حوكمة الجزائر"، المثال الذي يطرحه منظمو اللقاء، والذين قدموا بعض النماذج لمؤسسات عمومية جزائرية استطاعت أن توازن بين الانفتاح والشفافية في التسيير والامتيازات التي توفرها من الجانب الاجتماعي، من بينها مؤسسة "صيدال". وقد أكد الرئيس المدير العام لصيدال، أن مجمع إنتاج المواد الصيدلانية تمكن من تحقيق الأهداف التي سطرها، من خلال الحومكة والانفتاح على الشراكة، مما ضاعف من رقم أعماله، كما تمكن من دخول عالم 3 البورصة 3 بالغم من أن السوق المالية في الجزائر ماتزال تعاني من الركود، غير أن الشفافية التي يتم التعامل بها في مجال التسيير أكسبته ثقة الزبائن والشركاء، على حد قوله.